مذكرة دين مسيحى للصف الثالث الثانوى مرحلة ثانية


مذكرة دين مسيحى للصف الثالث الثانوى
مرحلة ثانية

   الوحدة الأولي : - المسيحية و الصحة النفسية

أولا :- جوانب حياة الإنسان:
الجانب النفسي،الجانب الجسمي،الجانب الاجتماعي.
وتؤمن المسيحية بأن للإنسان جسدا و نفسا تفرح وتحزن و روحا خالدة لأنها من نسمة القدير.
ثانيا : - المقصود بالصحة الجسمية : -
   هي التوافق التام بين الوظائف الجسمية المختلفة مع القدرة علي مواجهة الصعوبات العادية التي تحيط بالإنسان مع الإحساس الايجابي بالقوة و النشاط و الخلو من الأمراض الجسمية.
المقصود بالصحة النفسية :هي التوافق التام بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة علي مواجهة الأزمات النفسية العادية التي تعترض الإنسان مع الإحساس الايجابي بالسعادة و الخلو من الصراع الداخلي.
ثالثا :- المسيحية و جوانب الإنسان:-
(1) الجانب الروحي:- تضعه المسيحية في المركز الأول لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح
العالم كله و خسر نفسه و تعلمنا المسيحية أن نطلب أولا ملكوت الله و بره وهذه كلها تزاد لنا.
(2) الجانب الجسمي :- اهتم الرب يسوع بأجساد الناس فصنع معجزات الشفاء ، المسيحية توصينا بإطعام الجياع وكساء الفقراء و تخفيف آلام المتألمين ، سلامة الجسد تؤثر في سلامة الروح و النفس ، يجب أن لا نبغض أجسادنا بل نقوتها و نربيها لأنها هيكل للروح القدس .
(3) الجانب النفسي :- تشبع المسيحية حاجتنا النفسية مثل :
1- الحاجة إلي الأمن :- الإحساس بالأمن ضروري للإنسان و المسيحية تعطينا الشعور بالأمن اتكالا ًعلي عناية الله و حمايته لأولاده, وسيطرته علي كل أحداث الحياة " ها أنا معكم كل الأيام و إلي انقضاء الدهر "" شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاه "" الرب نوري و خلاصي ممن أخاف
2- الحاجة إلي الحنان و الحب :- يحتاج الإنسان أن يكون محبا و محبوبا ، المسيحية تعلمنا أن الله محبة و إننا موضوع حب الله " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنة الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية " يجب أن ينعكس حب الله لنا بأن نحب الآخرين و المحبة تتأني و ترفق و لا تحسد و لا تقبح و هي أصل كل الفضائل .
3- الحاجة إلي الحرية :- الحرية ضرورية للشباب لأنها تجعل الشاب له شخصية مستقلة و أسلوبا ً في الحياة و المسيحية تعطينا الحرية في إطار الضبط و التوجيه " كل الأشياء تحل ليَّ لكن كل الأشياء توافق و ليس كل الأشياء تبني و أن لا يتسلط عليَّ شئ . ليست الحرية التسيب و الخروج علي النظم لكن الحرية الحقيقية هي سيطرة الإنسان علي طاقاته و مواهبه و توجيهها في الخير وفي الحياة العملية و أن الحرية الحقيقية تؤدي إلي النمو في الشخصية .
الحرية الوجدانية :- هي تدريب الشاب لنفسه علي كبح ميوله و انفعالاته فيتحرر من الغضب و الجنس و غيرها .
المسيحية تحل المشكلات النفسية مثل الشعور بالنقص و الشعور بالذنب
( أ ) الشعور بالنقص:- هو شعور الإنسان بأنه أقل من غيره في بعض النواحي بسبب سوء حالته الصحية أو المالية أو غيرها ..
 مظاهره:-  1 - الانطواء و الصمت و الخجل : تعلمنا المسيحية أن نكون نورا ً للعالم و ملحا ً  
                     للأرض و بذلك لا نعتزل الناس .
2- الحقد و كثرة النقد للآخرين و الرغبة في إيذاءهم .
3 -العناد و محاولة فرض السلطة علي الآخرين تأكيد للذات .
4- التطرف في التدين و المبالغة في الحديث عن النفس .
العلاج :- السيد المسيح قدوة لنا فكان لا يعتزل الناس و كان يحب الجميع . و تعلمنا المسيحية بأننا " نستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني " . مجالات الخدمة و المشاركة في أنشطة الكنيسة تخرج الإنسان من دائرة ذاته فيبذل و يضحي و يتدرب علي الثقة بالنفس و أن يحاول الإنسان التفوق في مجالات أخري من الحياة فينال احترام الناس رغم ما فيه من عيب . الإيمان بالله يغرس في الإنسان روح الرجاء و الله لم يعطينا روح الفشل بل روح القوة و المحبة والنصح .
( ب ) الشعور بالذنب :
أمثلة : اختباء آدم و حواء من وجه الله بعد السقوط . و قايين بعد أن قتل أخاه قال " ذنبي أعظم من أن يحتمل " .كيف ينشأ الشعور بالذنب ؟ في الإنسان ضمير ( الذات العليا ) لها مبادئ و مثل
عليا تجعله يزن أفعاله و يحكم ماذا ينبغي أن يفعل أولا يفعل و في الإنسان أيضا غرائز و رغبات طبيعية تريد الإشباع بأي وسيلة و يحدث صراع بين الضمير (الذات العليا ) و الغرائز و إذا حدث و أرضي الإنسان غرائزه وخالف ضميره شعر بالذنب .
مظاهره : المرض كهروب من احتقار الناس ، و الرغبة في عقاب الذات لنوال شئ من الراحة الوهمية ، و الاضطراب العقلي .
العلاج : فحص النفس : كما فعل الابن الضال و أن يقارن الإنسان نفسه بالقديسين والأبرار . ثم الاعتراف : حيث يستريح الإنسان إذا أخرج ما بداخله و كشف أفكاره بالاعتراف فيتخلص منها الإرشاد وغفران الخطايا . " إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتى يغفر لنا خطايانا يطهرنا من كل إثم " ثم نغفر لأنفسنا و نتجاوز خطايانا لأنها طرحت في بحر النسيان "أنس ما هو وراء وامتد إلي ما هو قدام .
المسيحية و العفاف
( أ ) مفهوم العفاف :- {1 هو قمة النمو النفسي السليم و ضبط النفس عن الممارسات المنحرفة للشهوات الجنسية و العفاف في المسيحية فضيلة ايجابية و ثمرة من ثمار الروح القدس .
{2 العفاف يشمل السلوك و الوجدان و الفكر و الحواس و الدوافع و الميول و يزداد عمقا بازدياد أمانتنا
لروح الله القدوس .
{3 الدوافع الجنسية مقدسة لأنها من عمل الخالق لهدف سام و مبارك و يجب أن ننظر إليها بكل إجلال و
 احترام و قدسية .
(ب) قيمة العفاف و أهميته:- {1 العفاف وصيه الله لنا " هذه هي إرادة الله قداستكم " " ما أحسن
 الجيل العفيف" " لا تقدموا أعضائكم آلات إثم للخطية "
{2 بسبب خطيئة النجاسة و الزنا أباد الله العالم بالطوفان و أحرق سدوم وعمورة .
 {3 العفة ملائمة لطبيعة الإنسان التي هي صورة الله القدوس و تلبي حاجة الإنسان .
{4 العفاف سر قوة الشباب ( شمشون الجبار وصل لدرجة البهائم عندما استسلم لشهوته لكن يوسف الصديق صار مدبرا لشعب مصر عندما لم يقبل الدنس و الخيانة و قال " كيف اصنع هذا الشر العظيم و أخطئ إلي الله "
(جـ) العفاف و الصحة النفسية:-
{1 العقد النفسية في مرحلتي الطفولة و المراهقة وراء كثير من المتاعب الجنسية .
{2 الحالة النفسية لها علاقة كبيرة بالرغبة الجنسية لذا ينبغي التخلص من القلق و التوتر و الملل و الكآبة بالحياة المبهجة و ممارسة الرياضة و الموسيقي و النزهة البريئة .
{3 الإيمان يهب الإنسان إرادة وغلبة علي كل التحديات النفسية. {4 العفة لا تسبب كبتا (حيث الصراع بين الدوافع و الميل نحو العفة من جهة أخري ) فالعفة سيطرة واعية علي الحوافز الجنسية و إخضاعها بفرح للمثل دون كبت أو انطواء.
(د) العفاف و الصحة الجسمية:-
{1 يجب عدم إثارة الرغبة الجنسية بتقديس الحواس و حفظ النظرات و الأفكار
{2 الجهاز العصبي و الغدد الصماء التي تفرز الهرمونات تنظم الحياة الجنسية للإنسان بدقة عجيبة.
 {3 الطعام الدسم مثير للشهوة لذا فالصوم تدريب نافع للتعفف .
{4 العناية بنظافة الجسد و صحته ووقايته من الأمراض لها دور ايجابي في العفة.
{5 يلزم النظر إلي الجسد لا كعدو بل كإناء للرب و هيكل للروح القدس فهناك فرق كبير بين الجسد و
 شهوات الجسد "ولكن الجسد ليس للزنا بل للرب أفآخذ أعضاء المسيح و أجعلها أعضاء زانية حاشا
(هـ) العفاف و الحياة الروحية :- الثبات في المسيح يعطي النعمة لحفظ الوصية " بدوني لا تقدروا أن تفعلوا شيئا" لذلك فالمنهج الروحي السليم للوصول إلي العفاف يتطلب :-
1- الجهاد:- علينا أن نطلب العفة و نجاهد من اجلها "كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ"
2- الصلاة:- هي حصن للمجاهدين وحارس لأبواب النفس و قادرة علي إبطال إلحاح الشهوة .
3- التوبة و التناول:- التوبة هي معمودية ثانية حيث نختبر الحياة الجديدة لكسر تكرار الخطية و النجاسة .أما التناول فهو اشتراك مع المسيح في قوته وقيامته و نتغذى علي المن السماوي فنغلب نزعات الجسد " من يأكل جسدي و يشرب دمي يثبت فيّ و أنا فيه " .
4- الصوم:- حيث يعتدل الإنسان في الأكل و الشرب علاجا لشهوة البطن.
( و) العفاف و مؤثرات الحياة الاجتماعية :- توجد مثيرات اجتماعية خارجية تتحدي فضيلة العفاف هي :-
1- الملابس غير المحتشمة . 2- وسائل الإعلام كالتليفزيون . 3- الكتب الرخيصة . 4- الزمالة الفاسدة .
 و أمام ذلك يلزم : 1- الابتعاد عن أصدقاء السوء .
2- الابتعاد تماما عن الروايات الضارة و الأفلام النجسة .
3- الحشمة في الملبس حيث أن الجميل الحقيقي هو من يتزين بالفضائل الروحية . والحشمة تمنع تسرب العثرة للآخرين و أن جسد المؤمن أو المؤمنة هيكل مقدس لا يصح كشف حجابه . " لا تكن زينتكن الزينة الخارجية .. بل إنسان القلب الخفي .. زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن " .
المسيحي و ضبط النفس
" كل من يجاهد يضبط نفسه في كل شئ "
( أ ) مفهوم ضبط النفس :-
1- هو السيادة التامة علي الذات والتضحية بلذة وقتية من أجل سعادة أكثر دواما .
2- هو زينة العقل و جمال الروح .
3-علامة الشخصية المتكاملة التي لا تنساق وراء الشهوات بل تتمسك بالقيم المسيحية و تغلب عليها
النظرة الواقعية الموضوعية في كل شئ " .
من أمثلة ضبط النفس :- + الرب يسوع نفسه " الذي من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي فجلس في يمين عرش الله " .
+ موسي النبي الذي أبي أن يدعي ابن ابنة فرعون مفضلا ً بالأحرى أن يذل مع شعب الله .
المسيحي و العادات الضارة
+ العادات الضارة تفسد نضارة الشباب و تؤثر تأثيراً سيئاً علي كل نواحي حياته و يمتد أثرها إلي ما بعد الشباب فتفسد مثله العليا و تحطم شخصيته من أمثلتها التدخين و شرب الخمر و القمار ... الخ .
+ العادة الضارة تتكون من تكرار سلوك معين يؤثر علي الجهاز العصبي و يولد رغبة ملحة للاستجابة لها. فإن التخلص منها يحتاج إلي الجهاد و المثابرة و العزيمة القوية "كتبت إليكم أيها الأحداث لأنكم أقوياء , و كلمة الله ثابتة فيكم و قد غلبتم الشرير " .
التدخين :-يبدأ التدخين بتشجيع الزملاء و مشاركتهم و الظن أنه عامل من عوامل الترفيه عن النفس أو مظهر من مظاهر الرجولة و بالتدريج يتمكن من الشاب فيصبح أسيرا له مستعبدا لسلطانه .
أضراره :-
1- فقدان الإرادة الحرة القادرة علي السيطرة علي مواقف الحياة .
2- الأضرار الصحية بسبب سموم النيكوتين و القطران , السعال و تلف الجهاز التنفسي و بعض
الأمراض الخبيثة كسرطان الرئة و الحنجرة وغيرها .
3- فقدان المال فيما لا ينفع .
4- الضرر الروحي و النفسي إذ قد يلجأ الشاب لأساليب ملتوية للحصول علي المال لإشباع عادته السيئة
الضارة المدمرة .
العلاج :- احذر من إغراءات الزملاء و تأثير الدعاية و بادر فوراً بالتخلص من التدخين قبل فوات الأوان .
الخمر:-مضاره :- 1- انحطاط الفكر و التمييز .  2- تلف المعدة و الأمعاء و الكبد و المخ .
3- سرعة السقوط في النجاسة .                    4- عدم القدرة علي التحصيل الدراسي .
العلاج :- احذر الكأس الأولي و احذر المجاملة و المجازفة بحياتك . فسليمان الحكيم يقول  لمن الويل لمن الشقاء لمن المخاصمات لمن الكروب .. للذين يدمنون الخمر  تلسع كالحية و تلدغ كالأفعوان
كيف نتجنب العادات الضارة :-
1- أن يشغل المؤمن نفسه بأفكار روحية و يتعمق في معرفة الرب يسوع .
2- الامتناع بإرادته عن كل شر متمثلا بدانيال الذي أبي أن يتنجس بأطايب الملك و خمر مشروبه
3- أن ينمو روحيا بوسائط النعمة واثقا من الغلبة و النصر بربنا يسوع المسيح و نتذكر كلمات بولس الرسول " اسلكوا كأولاد نور و لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها
الوحدة الثانية : - المسيحية و مشاكل العصر
بعض الخصائص الأساسية في عصرنا :-
1- العلم و المعرفة :- حيث التقدم العلمي الجبار في الاختراعات و الكشوف .
فيشعر الشاب بضآلته عن أن يحيط علما بكل ما حوله . و علي الشاب إذن أن يوسع دائرة معارفه العامة المتنوعة في كل شئ مع استكمال دائرة التخصص التي يميل إليها و يهتم الشاب بالمعرفة الدينية كزاد لرحلة الأبدية .
2- التمرد و العصيان :- حيث التمرد علي سلطة الوالدين و سلطة الكنيسة بحجة الحضارة و
المدنية و الحرية المطلقة . نشكر الله إن شبابنا لا يزال محافظا و بعيدا عن حركات التشرد و الإباحية التي ابتدعها شباب أوربا مستهزئين بالدين و الأخلاق .
3- السرعة و الاندفاع :- حيث يمر الوقت و الأيام سريعا دون أن ينجز الإنسان كل ما عليه بتنظيم الوقت .
مشكلات العصر :- ( الإلحاد – الشك – الشرور الاجتماعية – النظرة إلي الحلال و الحرام )
أولا : - الإلحاد :- ( أ ) بين الإلحاد القديم و الإلحاد المعاصر : -
الإلحاد القديم :- هو إنكار وجود الله و عدم الإيمان به لأن سلطة الله في نظر الملحد تضايقه و يود أن يفلت منها . لكن الإلحاد المعاصر غلاف جديد للإلحاد القديم يزعم عدم التعرض لقضية وجود الله و يعتبر أن الإنسان هو كل شئ في الوجود و لذلك يصمم علي رفض الله و يؤكد الجهل بقضية خلق الإنسان الذي أعطاه القدرات و الإمكانيات فأصبح تاج الخليقة و أن الدين وهبه الله لخير
الإنسان "و أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة و ليكون لهم أفضل و أن الإنسان لا يمكن أن يسعد في ظل الكفر و الإلحاد.
( ب ) أسباب الإلحاد :- 1- الغشاوة الروحية و الذهنية :- فالملحد اعمي الغرور بصيرته فنسي براهين وجود الله الواضحة في نظام العالم , و قوانين الطبيعة .
2- التبريرات العلمية :- فمثلا يصرح جاجارين بعد وصوله إلي الفضاء أنه بحث عن الله فلم
يجده مع العلم أن العلم يقدم كل يوم أدلة تؤيد وجود الله و تثبت صدق الدين و صحة حقائق الكتاب المقدس . إن أقصي ما يصل إليه العلم الحقيقي هو الله .
3- التصور الخاطئ ليوم الدينونة :- بما يحيطه البعض من رهبة مفزعة .
4- توجد دوافع تؤدي ألي الإلحاد :- مثل الخطية المستترة أو الرغبة في الجدل و إثبات الذات .
( جـ ) النتائج المترتبة علي الإلحاد :-
1- فقد الأساس السليم للإنسانية :- وهو النظرة للإنسان كمخلوق فريد مكرم من الله .
2- انعدام الشعور :- بالأخوة الإنسانية التي هي نتاج الأبوة الإلهية .
3- الحرمان من السعادة الدنيوية و الأبدية :- أي فقدان الأمان في العالم و الحرمان من شركة الأبرار و
 القديسين في ملكوت الله .
( ء ) موقف المسيحية تجاه الإلحاد و علاجه :-
1- خاضت معه جهادا عنيفا .
2- معاونة الشباب بالإرشاد لتقيهم من الانزلاق في تيارات الإلحاد .
3- رفع علم المحبة كعلاج وحيد للإلحاد بالترفق بالملحد و إظهار حب المسيح له و مناقشته ليس بالتعصب الفكري و إنما بأسلوب الخدمة و المعالجة و الصلاة بحرارة من اجله و تقديم كلمة الله له باللغة التي يفهمها بالكلمة المعاشة بالمحبة العلمية الباذلة " هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد .."
ثانيا : - الشك :-
(أ*) هو الوقوف تجاه الحقائق الدينية بين الإنكار لها و بين الإيمان البسيط بها باعتبارها حقائق إلهية يقينية . من أمثلة الشك توما الرسول الذي ربط إيمانه بوضع أصبعه في أثر المسامير . و بطرس الرسولعندما رأي الريح شديدة وهو ماشي علي الماء فبدأ يغرق فقال له الرب " لماذا شككت " المسيحية تنهي عن الشك و تدعو للتمسك بالإيمان و الثقة و الرجاء .
(ب*) أسباب و عوامل الشك :-
1- رغبة الإنسان في الهروب من الله بسبب خطاياه " قال الجاهل في قلبه ليس إله " .
2- الفشل :- المسيحي يؤمن أن " كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ".
3- التكبر و المكابرة :- تؤدي إلي عدم التصديق .
4- الشك العلمي :- من الذين يستو يهم العلم البراق .
(جـ) أسلوب المسيحية في علاج الشك :-
1- عدم احتقار الشك أو السخرية من صاحبه بل مواجهته بصدر رحب و نفس هادئة كما فعل الرب يسوع
مع توما الذي قال " ربي و الهي " .
2- معالجة الشك عمليا بأن نريهم الله فينا و محبته في محبتنا .
ثالثا : - الشرور الاجتماعية :- ( الغش – الرشوة – الربا – عدم الأمانة ) .
أولا الغش :- يشمل في الكلام و المعاملة و شهادة الزور والغش في الامتحانات فيشمل الغش و الكذب و
 المكر والرياء و الظلم والغباوة .
المسيحية تنهي عن الغش :-
1- لا يرضي عنه الله " رجل الدماء و الغاش يكرهه الرب ".
2- حياة القديسين خالية من الغش فمثلا يقول أيوب " لن تتكلم شفتاي أثما و لا يلفظ لساني بغش
3- قيل عن الرب يسوع أنه " لم يعمل ظلماً و لم يكن في فمه غش ".
4- يقول داود عن الغش في الكلام " صن لسانك عن الشر و شفتيك عن التكلم بالغش". ( الكذب بانوا عه ) و تعلمنا المسيحية بأن الصدق في القول يقي من شروركثيرة .
5- ينهي الله أيضا عن الغش في المعاملة مثل الكيل و الميزان و شعار التاجر الناجح ( صدق القول و أمانة المعاملة ) .
6- الغش في الامتحانات يشمل الكذب و السرقة و الادعاء . و النجاح بالغش مصدر للخجل و فقدان الاحترام .
7- عواقب الغش وخيمة و الأمين يأخذ بركة من عند الرب.
ثانيا الرشوة :- من أمثلتها في العهد القديم :- استخدام الرشوة لإغراء دليلة علي معرفة سر قوة شمشون الجبار.
و في العهد الجديد :- سلم يهوذا الرب يسوع مقابل رشوة هي ثلاثين من الفضة .
المسيحية تنهي عن الرشوة :-
1- تعتبرها شرا يفسد المجتمع " الشرير يأخذ الرشوة ليعوج طرق القضاء" .
2- يحذرنا الرب من تشجيع الرشوة أو تبريرها و ينصحنا بالابتعاد عنها " ابتعد عن كلام الكذب .. و لا تأخذ رشوة لأن الرشوة تعمي المبصرين و تعوج كلام الأبرار ".
3- المسيحية ترفض الرشوة حتى لو كانت في سبيل الحصول علي حق إذ تعتبرها ضعف إيمان و عدم ثقة في الرب " الاحتماء بالرب خير من التوكل علي الرؤساء " .
ثالثا الربا :-
1- يقول داود عن البار " فضته لا يعطيها بالربا " لأن الربا ابتزاز لأموال المعوزين المحتاجين إلي الاقتراض .
2- الكتاب يجرم الربا " إن أقرضت فضة لشعبي الفقير الذي عندك فلا تكن له كالمرابي ".
3- المرابي يعبد المال كإله بينما محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان و طعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة .
4- لا يدخل تحت موضوع الربا استثمار الأموال في التجارة لأنه مقبول و هدفه خدمه الصالح العام و الوطن .
رابعا عدم الأمانة :-
1- الأمانة صفة من صفات الله نفسه " .. الرب الذي هو أمين و قدوس إسرائيل " .
2- وردت الأمانة كصفة لرجال الله القديسين مثل يوسف الصديق الذي كان أمينا في بيت سيده فوطيفار و في السجن و في عمله كوزير لفرعون و في علاقته مع إخوته
3- من مظاهرها بذل الجهد و تركيزه في العمل و روح التعاون و النظام و الحفاظ علي حقوق الغير.
4- يقول الرب للعبد الأمين " كنت أمينا في القليل فأقيمك علي الكثير أدخل إلي فرح سيدك و عقاب العبد غير الأمين الظلمة الخارجية حيث البكاء و صرير السنان .
خامسا نظرة المسيحية إلي الحلال و الحرام :-
’مقدمة ’: + المسيحية ليست مجموعة وصايا و نواهي و إنما هي اتجاه كامل يسود الحياة و
يسيطر علي الروح و النفس و الجسد فيتجه الإنسان نحو المسيح .
+ و المسيحية أيضا إيمان و أعمال فهي مسيرة نحو الفضيلة والكمال من كل النواحي بناءً علي فهم الإنسان للقيم و تمييزه بين الفضيلة و الرذيلة .
+ لا يمكن وضع قاعدة جامدة للحرام و الحلال كما يطلب بعض الشباب لأسباب كثيرة منها :-
1- إن وضع قوائم بما هو محرم أو محلل يعود بنا إلي روح الناموس و التمسك و التمسك بالحرف و الخوف من العقاب بينما الإنجيل هو حياة الروح و العبادة بالقلب بدافع الحب .
2- إن الحكم علي العمل لا يكون بظاهرة بل بالنية و القصد منه .
3- طبيعة الحياة متغيرة و متطورة و القوانين تتغير من جيل لآخر.
4- الكتاب المقدس يعطي قوانين و مبادئ عامة تمثلت في حياة المسيح لا نصوصاً حرفية .
5- عمل نعمة الله يرفعنا عن مستوي الحلال و الحرام و يسمو بنا عن مجرد حفظ الناموس .
+ أسلوب التصرف في المواقف المختلفة :-
1- الإنسان بنفسه فقط هو القادر أن يميز الأمور بمبدأ حرية الإرادة الاختيارية و باستنارة الروح القدس فيه و علاقته بالله.
2- علي الإنسان أن يحكم علي نفسه فقط دون الآخرين .
3- مراعاة عدة أمور أمام كل عمل أعملة : هل يوافق حياتي مع المسيح ؟ - هل يتسلط علي ّ – هل يبني حياتي الروحية ؟ لذا يقول الرسول بولس " كل الأشياء تحل ليّ لكن ليس كل الأشياء توافق ... لكن ليس كل الأشياء تبني ...لكن لا يتسلط عليّ شئ " ( رسالة كورنثوس الأولي ) .
4- عدم الاهتمام بكلام الناس . 5- الإيمان بصحة و صلاح العمل دون ارتياب .
دراسة الموعظة علي الجبل
’مقدمة ’: + الموعظة علي الجبل هي دستور المسيحية و نور و منار يضئ الطريق أمام المؤمنين و يقودهم إلي الأمجاد السماوية . هي مصدر حياة و قوة و فيها تصحيح لأمور كثيرة أساء الناس فهمها . كثيرون في العصر الحاضر آمنوا بأهميتها و قوة تأثيرها المهاتما غاندي . ينطبق عليها
قول داود النبي " أشهي من الذهب و الإبريز و أحلي من العسل و قطر الشهاد , تكلم بها الرب علي جبل ( قارون حطين ) في الجليل و أوردها القديس متى البشير في الإصحاحات 5 , 6 , 7 .
1- التطويبات :- كلمة طوبي = يالسعادة = يالغبطة .
(أ*) طوبي للمساكين بالروح :- أي المتواضعين غير الشامخين بقلوبهم و غيرالمتعصبين لكرامتهم الذاتية فهؤلاء لهم ملكوت السموات " الوضيع الروح ينال مجداً "
(ب*) طوبي للحزانى :- ليس الحزانى علي فقد شئ مادي فهذا حزن ضار, بل الحزانى علي خطاياهم هذا الحزن ينشئ فيهم توبة لخلاص بلا ندامة و كذلك الحزانى بسبب تمسكهم بالفضيلة و مبادئ الإنجيل فستفرح قلوبهم و لن ينزع أحد فرحهم .
(ت*) طوبي للو دعاء :- المتصفون بالسكينة و الوقار , لا يغضبون و لا يحقدون حسبما أوصاهم الرب " تعلموا مني لأني وديع و متواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم " يرثون الأرض بكسب صداقة الناس ومحبتهم ويتركون ذكراً خالداً فيها و يكسبون السماء .
(ث*) طوبي للجياع و العطاش إلي البر :- أي المتشوقين للبركات الروحية كالحضور للكنيسة و قراءة الكتاب المقدس و سير القديسين و التردد علي الكهنة و المرشدين الروحيين و ممارسة
وسائط النعمة و من هذه المصادر و الينابيع يشبعون و يرتوون .
(ج*) طوبي للرحماء :- المملوءة قلوبهم بالشفقة علي الفقراء و المتألمين هؤلاء يرحمهم الرب في الأرض و في السماء .
(ح*) طوبي لأنقياء القلب :- من كل حقد و كراهية و مكر , فهؤلاء بقلوبهم الصافية يعاينون الرب و يرون نوره و إرشاده لهم .
(خ*) طوبي لصانعي السلام :- الذين يعملون مع الله في نشر السلام والصلح بين الناس و التوفيق بين المتخاصمين , فالله يدعوهم أبناءه , السلام الحقيقي أن يتخلي الإنسان عن أنانيته فيدخل السعادة علي الآخرين و يرجو لهم الخير .
(د*) طوبي للمطرودين من أجل البر :- أي المتألمين من أجل الحق فلهم في السماء كرامة و مجداً و يمسح الله كل دمعة من عيونهم .
(ذ*) طوبي لكم إذا عيروكم و طردوكم و قالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين:- و المقصود هنا ليس المضطهدين من أجل شر عملوه بل المتألمين من أجل المسيح الذي يتبعوه . هؤلاء عليهم أن يفرحوا و يتهللوا لأن أجرهم عظيم في السماء مع القديسين .
(ر*) التعاليم في الشريعة الجديدة : -
تمهيد " ما جئت لأنقض بل لأكمل " :- السيد المسيح هو واضع شريعة العهد القديم و العهد
الجديد لذا لم يأت لينقض الناموس أو الأنبياء و إنما وضع خطوط سريعة الكمال في العهد الجديد , أي أتي المسيح ليكمل الناموس في شخصه الإلهي . و أتي ليعطي الناموس روحانية و تفسيراً ثم إيجابية و قوة بناءة .
جوهر شريعة العهد الجديد
1- لا تغضب علي أخيك باطلاً :- وهكذا تعالج جريمة القتل بالنهي عن الغضب الذي هو أساسها و علتها و يعتبره خطيئة.
2- المصالحة :- يوصي الرب المتخاصمين بسرعة مصالحة أحدهم الآخر سعياً وراء السلام و منعاً من تطور الموقف .
3- الانصراف عن الشهوات و الأفكار الشريرة :- فالخطيئة تبدآ بالاستهانة بالنظرة ثم انفعال القلب بالشهوة لذا يلزم تقديس الفكر و النوايا " ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية و الخطية إذا كملت تنتج موتاً " .
4- الوفاء للزوجة و الأولاد :- بإعلان قدسية الزواج علي أساس الشريك الواحد ثم دوام الشركة و منع الطلاق إلا لعلة الزنا " فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان " .
5- عدم القسم إطلاقا :- تقديساً لاسم الرب " ليكن كلامكم نعم نعم أو لا لا و ما زاد علي ذلك فهو من الشرير " .
تعاليم السيد المسيح عن المحبة
+ الله محبة :-في طبيعته و جوهره و ظهرت محبته لنا إذ أرسل ابنه الوحيد إلي العالم لأجل خلاصنا لذا ينبغي أن نحب بعضنا بعضاً كمقياس لحبنا لله"إن قال أحد إني أحب الله و أبغض أخاه فهو كاذب
+ المحبة سبيل أولاد الله :-هم يحبون الله لذا يحفظون وصاياه و لا يعملون الخطية أو التعدي .
+ المحبة شريعة المسيحية :- المحبة تشمل جميع الناس بلا تمييز و تدرك الأعداء , و الغرباء عنا . " أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم و صلوا لأجل الذين يسيئون إليكم و يطردونكم " في هذا نتمثل بالله الذي يشرق شمسه علي الأخيار و الأشرار . مثل السامرى الصالح يعلمنا أن نعيش بلا تعصب أو تحيز لجنس أو لون أو دين .
+ المسيحية تنهي عن الحقد و الانتقام :- يأمرنا الرسول بولس " إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء " السيد المسيح ضرب المثل الأعلى في
التسامح عندما غفر لصالبيه . لا ينبغي أن نجازي أحد عن شر بشر مثله بل نتنازل عن حقنا الخاص " عين بعين و سن بسن " من أجل الخير و ربح محبة الناس
+ غض الطرف عن عيوب الآخرين :- لا تنتقد الآخرين بل نفحص أنفسنا في نور كلمة الله المقدسة لنصلح عيوبنا نحن أولاً " لا تدينوا لكي لا تدانوا " نحكم علي الآخرين بالرحمة و الشفقة حتى يعاملنا الله بالرحمة عن عيوبنا .
+ القانون الذهبي للمعاملات هو المحبة في أسمي صورها :- لخص السيد المسيح الوصايا العشر في وصيته :-
1- "تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك" و هي ملخص لوصايا اللوح الأول من شريعة العهد القديم لكن في صورة ايجابية هي صورة الحب لا في صورة النهي .
2- " تحب قريبك كنفسك" وهي ملخص لوصايا اللوح الثاني بالطريق الايجابي الذي يدفعنا لعمل الخير باستمرار و ليس فقط عدم إيذائه " كل ما يريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا انتم أيضا بهم " و هي القاعدة الذهبية في معاملة الناس
تعاليم السيد المسيح عن القلق و الاهتمامات العالمية
القلق هو اضطراب الذهن و بلبلة الفكر بسبب الاهتمام المتزايد بشئون الحياة و عدم توفر المال و أسباب الحياة الضرورية .
+ يطمئن الرب يسوع أولاده بتقديم الأدلة الواضحة علي عنايته بنا و ضرب الأمثلة لذلك ( طيور السماء  ) .
+ خلق الله الإنسان من العدم و هو يستطيع أن يصون حياته و يحميه إذ سخر الطبيعة لخدمته و جعل موضوع عنايته بين كل الكائنات .
+ إن كان الطير لا يقلق و لا الحيوان فهل يليق للإنسان أن يقلق !؟ .
+ من مظاهر القلق ضعف الإيمان برعاية الله و الجهل بخيرات الطبيعة وحساباً لأمور أكثر مما يجب
+ علاج القلق :-
1- اكتساب الثقة بالله و النفس " الرب نوري و خلاصي ممن أخاف ... "
2- مواجهة المتاعب بصبر و إيمان " في العالم سيكون لكم ضيق و لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم "
3- الخروج من دائرة الذات مع الاهتمام بملكوت السموات " أطلبوا أولاً ملكوت الله و بره و هذه كلها تزاد لكم
4- الحياة في حدود اليوم و عدم الاهتمام بالغد . يكفي اليوم شره . " إن عشنا فللرب نعيش و إن متنا فللرب نموت و أن عشنا أو متنا فللرب نحن " .
تعاليم السيد المسيح عن المال
المال في ذاته ليس شراً لأنه أداة لتحقيق الخير العام و الخاص لكنه قد يصبح إلها يعبده الناس و يحبونه و يتكالبوا عليه مما يؤدي بهم إلي البخل و الطمع .
وصايا الرب المتعلقة بالمال
1- النهي عن عبادته :- " لا يقدر أحد أن يخدم سيدين .......... لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" .
2- تحذير الأغنياء :- "مرور جمل من ثقب إبره أيسر من أن يدخل غني إلي ملكوت الله " .
3- التنديد بأكل أموال الأرامل .
4- التنديد بالعطف الظاهري علي الفقراء .
5- التحذير من اكتناز الأموال :- " تكنزوا لكم كنوزا علي الأرض ... بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء " وذلك بعمل الرحمة مع الفقراء و المحتاجين و تقديم المال لليتامى و العجزة و المستشفيات و هكذا يصل للرب في بنك السماء .
ملاحظة :- ليس في الادخار الحكيم لفائض المال في البنوك خطاً إنما تقره المسيحية و يقتضيه التخطيط لمستقبل الأسرة و الأبناء .
المعالم الرئيسية لتاريخ الكنيسة الأولي
أولا / حركة الاستشهاد
الاستشهاد:- هو تاريخ الكنيسة و تاريخ الإيمان المسيحي في أبهي صورة له . تنبأ به الرب " في العالم سيكون لكم ضيق وأوضح لتلاميذه إنهم سوف يقدمون إلي المجامع و يضطهدون من أجل أسمه
أسباب الاضطهادات :-
1- انتشار المسيحية كقوة مناهضة للدولة الرومانية † فقد حمل المسيحيون الإنجيل في حياتهم وقلوبهم و كرسوا حياتهم في التبشير بغيرة شديدة بالخلاص الذي منحه الرب يسوع .
2-اصطدام المسيحية بالفلسفات الوثنية :- عندما أعلنت أن الإيمان بالمسيح لا يحتاج إلي الفلسفة و الحكمة الأرضية بل إلي بساطة القلب و وداعة الروح .
3-المناداة بالمسيح ملكاً علي القلوب :- فخاف العالم الوثني و الأباطرة من مملكة المسيح مثل هيرودس الذي قتل أطفال بيت لحم . غير عالمين أن المسيح يملك علي القلوب و مملكته ليست من هذا العالم .... و خافوا من مناداة المسيحية بطاعة الحكام في إطار الحق فقط و تحت راية تعاليم السيد المسيح ووصاياه .
4- الصراع بين الحق و الباطل :- بين المسيحية ديانة الحق و الإيمان بإله واحد مع الوثنية التي كانت مجرد شكليات و مراسيم .
أقسي عصور الاضطهاد و أروع نماذج الشهداء :-
نيرون – دقلديانوس .
1-عصر نيرون :- كان نيرون شخصية متعطشة إلي العظمة و الجنون ميالاً للقهر والعدوان . يعتبر عصره أول عصور الاضطهاد القاسية . حرق روما ثم ألصق التهمة بالمسيحيين فانهالت الجموع عليهم قتلاً و تشريداً و تنكيلاً . في عصره استشهد الرسولان بطرس و بولس . تلت عصره اضطهادات أخري قاسية في أيام تراجان و ديسيوس .
2- عصر دقلديانوس :- ( عصر الشهداء ) بدأ حكمه عام 284 م واعتبر هذا التاريخ بداية التقويم القبطي للشهداء نظراً لفظاعة وشهرة و وحشية اضطهاده .كان في البداية مسالماً و لكنه وقع تحت تأثير جالريوس معاونه الذي استحثه علي ضرورة سحق المسيحية فأمر بهدم الكنائس و حرق الكتب المقدسة و التنكيل بالمسيحيين فلم يكن أمامهم إلا أن يموتوا شهداء . من شهداء هذا العصر البطل مار جرجس . تلاه قسطنطين فأنهي عصر الاضطهاد و جعل المسيحية ديناً رسمياً .
أنواع و وسائل التعذيب التي احتملها الشهداء :- كان الموت آخرها تسبقه رحلة من أنواع العذاب النفسي و الجسدي و الاهانات الأدبية و مختلف وسائل الإغراء و التهديد و التنكيل .
تحملها الشهداء في صبر و شجاعة و إيمان .
كيف واجه الشهداء صنوف العذاب و الاضطهاد :-
1-حسبوه كل فرح أن يتألموا من أجل المسيح . فاعتبروا آلام الاستشهاد هبة سماوية و شركة مع الآم المسيح علي الصليب مما دفعهم إلي تحمل الألم و العذاب " وهب لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا به فقط بل أيضا أن تتألموا لأجله . " .
2- استهانوا بالعالم الحاضر من أجل الحياة الأبدية . آمن الشهداء أنهم غرباء و نزلاء في العالم و أن نهاية ضيقاتهم الأرضية تنقلهم إلي مجد السماء العظيم و تهبهم الأكاليل .
3- عاشوا مستعدين لمواجهة ساعة الرحيل . في زهد و تقشف عالمين أن محبة العالم تتنافي مع محبة الله و كان المسيح يحيا فيهم فلم يتمسكوا بالحياة الأرضية بل اشتاقوا للقاء الرب .
نتائج حركة الاستشهاد
1-ازدهار الكنيسة و نموها :- يسجل التاريخ أنه بقدر ما كانت أعضاء المسيح ( المؤمنين ) تحتمل من آلام و مضايقات و اضطهادات بقدر ما كانت الكنيسة تزداد نمواً و ازدهاراً فدماء الشهداء روت بذار الإيمان و يقول القديس اغسطينوس  هكذا سفك الدم المقدس لكي تنموا الكنيسة و تزداد و تنتشر تعاليمها
2- الدليل و البرهان القاطع علي الأبدية :- أثبتت حركة الاستشهاد صدق المسيحية و أصالة تعاليمها و برهنت علي وجود الحياة الأبدية فرأي بعض الشهداء و هم يتذوقون العذاب – السماء مفتوحة و أكاليل المجد مُعدة .
3- مجد الشهداء و كرامتهم :- طوب المسيح المطرودين لأجل البر و وعدهم بملكوت السموات , فخلد التاريخ أسماء الشهداء و تعيد الكنيسة بتذكارهم و تحفظ أجسادهم فيها و تزف أيقوناتهم و توقد أمامها الشموع و تتشفع بصلواتهم .
4- تماسك الكنيسة و نمو روح الرعاية :- حرصت الكنيسة علي السهر علي أولادها وتجديد نفوسهم و بنائها بالصلاة و التعليم و الافتقاد كما حرص المسيحيون في ظل الاضطهاد علي أن يزدادوا تمسكاً بإيمانهم .


ثانياً / حركة الرهبنة

الرهبانية:- هي نظام خاص لمجموعة من الناس تعيش في عزلة عن ضوضاء الحياة العامة من أجل الهدوء الذي يتيح لها حياة التأمل و الصلاة العميقة و فحص الضمير و محاسبة النفس حتى يبلغ الراهب درجة روحية عالية فيتكشف علي مستويات و مفاهيم عميقة . هذه العزلة ممكنة لقلة من الناس تسمو بغرائزها كما إنها نافعة للمجتمع الإنساني الكبير .
أصول الرهبنة
1- عاش المسيح :- فترات من الوحدة في البرية عاكفاً علي الصلاة و الصوم .
2- يوحنا المعمدان :- عاش حياة النسك ( في العهد القديم ) .
3-دعا بولس الرسول :- إلي البتولية " لأني أريد أن يكون جميع الناس كما أنا "
( أعزب ) . و هكذا بدت في حياة المسيح و الرسل الصورة الأولي للرهبنة .
عناصر الرهبنة
أ*- اعتزال العالم للتعبد :- ليس لونا من السلوك السلبي بل هو تفرغ للعبادة و التأمل و السكون و الوجود في حضرة الله .
ب*-نذر البتولية لله :- غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضي الرب . و أما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضي امرأته . لكن ليس الجميع يقبلون هذا الكلام .
ت*- اختيار الفقر طواعية :- " إن أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبع كل أملاكك فيكون لك كنز في السماء و تعالي اتبعني " . + الراهب لا يرث ولا يورث .
عوامل ساعدت علي انتشار الرهبنة في مصر
أولا / عوامل دينية:- الرغبة في صلب الأهواء مع الشهوات و تغلب الحياة الروحية .
ثانيا / عوامل سياسية:- ضراوة اضطهاد الرومان .
ثالثا / عوامل اقتصادية:- الضرائب الباهظة و استخدام العنف في جمعها .
نظم الرهبانية
1-نظام العباد المتوحدين :- حيث يحيا كل راهب منفرداً في مغارة أو كهف متبعا نظاما خاصاً في صلاته و صومه و عبادته و تأملاته . تشكل مجموعة المغارات المتناثرة دون أن يجمعها سور ما يعرف بالدير و كان هناك أب للدير أو رئيس له يتولي افتقاد و إرشاد و توجيه الرهبان .
2- نظام الشركة :- حيث يحيا الرهبان خاضعين لنظام دقيق و موحد في اليقظة و النوم و الصلاة و الطعام و الاجتماعات و العمل . وضع هذا النظام الأنبا باخوميوس علي مثال الكنيسة الأولي . " و جميع الذين آمنوا كانوا معاً و كان عندهم كل شئ مشتركاً " و تسير علي هذا النظام جميع الأديرة المصرية و اقتبسته منها أديرة الغرب .
رواد الرهبنة
القديس انطونيوس :- ( أبو الرهبنة و مؤسسها في مصر )
ولد في قمن العروس بالوسطي توفي والديه و هو في سن 18 سنة و ترك له 300 فدان من أجود الأراضي الزراعية . اشتاق للرهبنة عندما سمع قول المسيح " اذهب و بع كل أملاكك و تعالي اتبعني " نفذ الوصية و أقام في حصن مهجور بالضفة الشرقية للنيل ثم استقر في ديره المعروف باسمه نواحي البحر الأحمر .
ترك عزلته مرتين :- الأولي أثناء الاضطهاد و عصر الشهداء .
الثانية ليشجع البابا اثناسيوس في جهاده لحماية الإيمان المسيحي .
القديس باخوم :- ( أب الشركة )
ولد من أبوين وثنيين . انخرط في سلك الجندية في سن العشرين . لمس فضائل المسيحية و اختبرها في احدي المعارك فعزم علي النسك و اعتزال العالم . عاش حياة الوحدة أولاً ثم أسس نظام الشركة لمساندة المبتدئين .
فضل الرهبانية علي المجتمع و العالم
1- ينفع العالم بصلاته :- "و طلبة البار تقتدر كثيرا في فعلها " .
2- الراهب بسيرته الطاهرة يمجد الله :- و يقدم للناس نموذجاً صالحاً نافعاً ( اغسطينوس تاب بتأثيره لسيرة الأنبا انطونيوس )
3- ينفع الراهب المؤمنين بتعاليمه و خبراته الروحية:- حين يذهبون لزيارته في الأديرة أو بكتاباته .
4- قد يترك الراهب عزلته :- لأداء مهمة روحية ( محاربة البدع - تثبيت المؤمنين - ....... )
5- تختار الكنيسة من بين الرهبان القديسين قادة روحيه :- كالأساقفة و البطاركة ............
ثالثا / المجامع المسكونية
المجمع المسكوني :- هو التقاء جميع الأساقفة المسيحيين في كل المسكونة ( العالم ).
أسباب انعقاد المجامع المسكونية :- دراسة موضوع من الموضوعات الإيمانية و أخذ قرارات تنظيمية علي مستوي العالم .
أول مجمع مسكوني (مجمع أورشليم ) عقد سنة50و51 م في عصر الرسل برئاسة يعقوب الرسول. أقر أنه لا حاجة للداخلين إلي المسيحية من الأمم أن يلتزموا بناموس موسي أولاً.
مجمع نيقية :- سنة 325 م حضره ( 318) أسقف للنظر في بدعه أريوس الذي أنكر لاهوت المسيح
حضرة من مصر البابا الكسندروس و تلميذه الشماس اثناسيوس الذي كان بطلا في هذا المجمع فلم يقو أريوس علي الوقوف أمامه . انتهي المجمع إلي حرمان أريوس و وضع قانون الإيمان المسيحي
القديس اثناسيوس بطل مجمع نيقية :-
ولد سنة 296 م بالإسكندرية . توفي والده و تولت أمه تربيته عاشر الأولاد المسيحيين و تشرب منهم الإيمان فاعتنق هو وأمه المسيحية . نبغ في الخدمة الروحية و صار تلميذاً للبابا و كان سنداً و عوناً له في مجمع نيقية . صار بابا الإسكندرية العشرين و جاهد حتى نهاية حياته سنة 373 م و لقي المتاعب الكثيرة من الأريوسيين و نفي عن كرسيه 5 مرات فلقبته الكنيسة بأثناسيوس الرسولي حامي الإيمان .
مجمع القسطنطينية :- سنة381 م حضرة (150) أسقف للنظر في بدعه مقدونيوس الذي أنكر لاهوت الروح القدس و قد أتم المجمع الصيغة النهائية لقانون الإيمان .
مجمع أفسس :- سنة 431م انعقد للنظر في بدعه نسطور الذي أنكر اتحاد لاهوت السيد المسيح بناسوتة . و قد حرم المجمع نسطور و وضع مقدمة قانون الإيمان ( نعظمك يا أم النور الحقيقي ) 
دور المجامع المسكونية في حياة الكنيسة
1- حماية الإيمان المسيحي .
2- حل المشكلات العامة التي واجهت و ما زالت تواجه الكنيسة
3- إصدار التشريعات و التنظيمات اللازمة لتدبير شئونالكنيسة والرعية و الرعاية .
4- ساهمت في إظهار بطولات إيمانية لمعت في جهادها وكفاحها في سبيل الإيمان مثل القديس اثناسيوس ألرسولي ، و البابا كيرلس الأول عامود الدين , والبابا ديسقورس بطل الأرثوذكسية .
ملاحظة:- لمراجعة الوحدة السادسة ( المحفوظات و النصوص ) يمكنك الرجوع للكتاب المقرر من صـ 197 إلي 199 . امين

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا على تعبك وربنا يباركك