منهج نصوص :العصر العباسى الأول" للصف الثانى الثانوى الفصل الدراسى الأول:



1- "النصوص الأدبية"

أولا: نصوص العصر العباسى الأول
1- اختيار الصديق لابن المقفـّع
التعريف بالكاتب :
وُلِدَ عبد الله بن المقفَّع سنة 106 هـ في البصرة وتُوُفى حرقًا سنة 142 هـ - وهو من أصل فارسي وكان اسمه بالفارسية رُوزْبة (أي المبارك) فلما أسلم سُمِّي عبد الله ولُقِّب أبوه بالمُقفَّع ؛ لأن الحجَّاج الثقفي عاقبه على بعض مخالفاته فضربه على يديه حتى تقفَّعتا (تورَّمَتا) ، وقد نشأ ابن المقفَّع في ظل بني الأهْتم وكانوا مشهورين بالفصاحة والبلاغة فتأثر بهم - واشتهر بالذكاء والكرم وحُسن الأخلاق وحب الأصدقاء .
- وقد اتهمه حساده بالزندقة (الكفر) ، وهي تهمة مشكوك فيها .
- وآثاره الأدبية كثيرة منها : كتب (
كليلة ودمنة) الذي عرّبه من الفارسية و(الأدب الكبير) و(الأدب الصغير) ومعظمهما يدور حول الدروس الأخلاقية والاجتماعية التي تُرغِّب في العلم وحسن المعاملة وصلاح الملوك والولاة .
- يُروَى أنه قيل لابن المقفع من أدبك فقال : نفسي إذا رأيت من غيري حسناً أتيته وإن رأيت قبيحاً أبيته ..
جو النص :
الصداقة نغمة جميلة تتردد في حياة الإنسان ، فلولا وجود الصديق لمات الإنسان من الضيق ، والفقير الحقيقي في هذه الدنيا من لا صديق له .. وابن المقفع في هذا النص يعرض - لنا - آراءه في اختيار الصديق وصفاته ليستحق هذا الاسم المأخوذ من الصدق والنص من كتابه : (الأدب الكبير) .
النص : (حقوق الصداقة)
 (اجعلْ غايَةَ تشبُّثِك في مؤاخاةِ مَنْ تُؤاخِي ، ومُواصلةِ من تُواصِلُ ، توطينَ نفسِك على أنه لا سبيلَ إلى قطيعةِ أخيكَ - وإن ظهَرَ لكَ منِه ما تكْرهُ ، فإنه ليسَ كالمملوكِ تُعْتِقُه متى شِئت ، أو كالمرأةِ التي تطلقُها إذا شئتَ ، ولكنَّه عِرْضُك ومروءتُك ، فإنَّما مروءةُ الرجلِ إخوانُه وأخدانُه ، فإنْ عثَرَ الناسُ على أنَّكَ قطعْتَ رَجلاً من إخوانِك وإنْ كنْتَ مُعذراً نزَل ذلك عند أكثرِهم بمنزلةِ الخيانةِ للإخاء والملالِ فيه ، وإنْ أنت مع ذلك تصبَّرت على مقارَّتِه على غيرِ الرضا عادَ ذلك إلى العيبِ والنقيْصةِ).
اللغويات :
- غايَةَ  : غرض ، هدف  ج غاي ، غايات
- تشبُّثك : تمسُّكك × تفريطك
- تُؤاخي : تتخذه أخاً وصاحباً × تعادي
- توْطِين نفْسِك : حمْلكَ لها وتعويدها
- نفْسِك : ذاتك ج أنفس ، نفوس
- سَبيل : طريق ج سبل ، أسبلة
- قطِيعة : ترْك وهجْران × صلة
- المَمْلوك : العبد ج المماليك
- تعتقه : تحرره × تقيده ، تأسره
- عِرْضك : شرفك ج أعراض
- مروءتك : إنسانيتك ، ويقصد بها محاسن الأخلاق
- أخْدانه : أصحابه م خِدن
-  مُعْذَراً : لكَ عذر ، محقاً × مَلوم
- الملال : الضجر والضيق × الشوق
- مقارته : أي البقاء معه
- على غير الرضا : أي مضطراً مكرهاً
- النقيصة : الخصلة الدنيئة ج النقائص × الفضيلة ، الميزة
الشرح :
س1 :  وضح من خلال هذه الفقرة حق الصديق على صديقه .
جـ : ما تشير إليه الفقرة من حق الصديق على صديقه هو أن يجعل الإنسان هدفه الدائم الذي يتمسك به في اختيار من يستحق لقب الصديق إعداد نفسه وتهيئتها لمؤاخاته ومصاحبته ، واستمرار مواصلته ، فلا يحاول مقاطعته حتى وإن ظهر له منه ما يكره من تصرفاته .
س2 : كيف تختلف علاقة الصديق عن علاقة الخادم أو الزوجة كما أوضح الكاتب ؟
جـ : الصداقة علاقة قوية ولكن الصديق ليس كالعبد تعتقه وتحرره متى شئت ، أو زوجة تطلقها حين تشاء وترغب ، فالصداقة علاقة أقوى كما يرى الكاتب ؛ لأن الصديق جوهرة غالية لا يجب التفريط فيها .
س3 : يرى الكاتب أن علاقة الصديقين أقوى من علاقة الرجل بزوجته... فهل توافقه فيما ذهب إليه؟ ولماذا؟
جـ : لا أوافقه ؛ لأن العلاقة بين الزوجين أقوى من علاقة الصديقين ؛ لأنها تجمع بينهما بالرباط المقدس والصداقة المتينة ويترتب عليها عمارة الكون عن طريق إنجاب الأولاد .
س4 : اعرض رأي الكاتب في مقاطعة الصديق .
جـ : يرى الكاتب أنه لا تجوز مقاطعة الصديق مهما كانت الأسباب ؛ لأن الصداقة جزء من شرف الإنسان ، والناس يعتبرون مقاطعة الصديق نقصاً وخيانة . وإن كان في الصديق الذي يصاحبه عيب وتحمله على كُره منه كان ذلك دليلاً على أنه أساء الاختيار .. فالواضح من رأي الكاتب أنه يجب التدقيق والحذر الشديد في اختيار الصديق قبل مصاحبته .
التذوق :
* (اجعلْ): أسلوب إنشائي / أمر غرضه :  النصح والإرشاد .
* (اجعل تشبثك في مؤاخاة مَنْ تُؤاخي) : استعارة مكنية ، حيث صور المؤاخاة والصداقة بحبل نتشبث به وحذف المشبه به ، ودل عليه بشيء من لوازمه وهو التشبث ، وسر جمالها التجسيم وتوحي بالحرص على الصداقة وأثرها في النفوس .
* (توطين نفسك): استعارة مكنية ، صور النفس بإنسان يُحمل على الإقناع .
* (مُواصلة - وقطِيعة) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
* (مؤاخاةِ مَنْ تُؤاخِي - ومُواصلةِ من تُواصِلُ) : محسن بديعي / ازدواج  يعطي نغمة موسيقية محببة إلى الأذن .
* (مؤاخاةِ مَنْ تُؤاخِي - ومُواصلةِ من تُواصِلُ) : وإطناب بالترادف يؤكد المعنى .
س1 : أيهما أجمل : (قطيعةِ أخيكَ - قطيعة صديقك) ؟  
           ولماذا ؟
جـ : (قطيعةِ أخيكَ) أجمل ؛ لأنها تدل على قوة الروابط التي تربط بين الصديق وصديقه وكأنها رابطة الدم التي تجمع بين الإخوة .
* (وإن ظهر لك منه ما تكره) : إطناب بالاعتراض ، وغرضه : الاحتراس ، وفيه حث على عدم مقاطعة الصديق ، حتى وإن أساء إلى صديقه ، فلابد من التجاوز عن زلات الأصدقاء ؛ لأنه لا يوجد الصديق الكامل .
* (فإنه ليس كالمملوك تعتقه - أو كالمرأةِ تُطلقُها) : أسلوب مؤكد بإن ، وفيه تشبيهان منفيان فقد نفى أن يكون الصديق كالمملوك أو كالمرأة في إمكان قطع العلاقة بالعتق أو الطلاق ..
نقد : التشبيهان السابقان معيبان ؛ لأن علاقة الزوجين أقوى من علاقة الصديقين فهي ليست علاقة مؤقتة ؛ لأنها علاقة تقوم على الثبات والاستمرار ، ولقد قدّسها الله و رفع من شأنها .. قال تعالى : (وأخذْنَ منكم مِيثَاقًا غليظًا) وقال تعالى : (وجَعَلَ بينكُم مودةً ورحمةً) .
* (ولكنه عرضُك ومروءتُكَ) : تشبيهان للصَّديق بالعرض والمروءة يوضح قيمة الصديق الغالية وضرورة التمسُّك به ، والعطف بينهما للتنويع .
س2: " فإنما مروءةُ الرَّجُلِ إخوانه وأخدانه ". ما علاقة هذه الجملة بما قبلها ؟ وماذا فيها من جمال ؟
جـ : العلاقة :  تعليل لما قبلها . وهي أسلوب قصر للتوكيد والتخصيص ، وفيها جناس ناقص بين (إخوانه - أخدانه) يحرك الذهن ويُعطي جرساً موسيقياً .
* (فإن عَثرَ الناسُ على أنك قطعتَ رجلا) : استعارة مكنية فيها تصوير يُجسِّم القطيعة كأنها شيء مادي يُعْثَر عليه . وأداة الشرط (إنْ) تدل على الشك في أن يكون هناك قطيعة قد تحدث بين الأصدقاء .
* (وإنْ كنْتَ مُعذراً) : إطناب بالاعتراض للاحتراس ، ولقطع أي طريق لمقاطعة الصديق .
* (نزل ذلك عندَ أكثرِهم بمنزلِة الخيانةِ) : تشبيه للقطيعة بالخيانة وسر جماله التوضيح ، ويوحي بكره القطيعة بين الأصدقاء .
* (تصبَّرت على مقارَّتهِ) :  تعبير يدل على شدة الجهد المبذول والمشقة في تحمل هذا الصديق .
* (النقيصةِ - العيب) :  عطف (النقيصة) على (العيب) للتوكيد .
النص:(شروط اختيار الصديق)  
(فالاتئادَ الاتئادَ! والتثبُّتَ التثَبتَ !    وَإذا نظرتَ في حالِ من ترتئيِه لإخائِكَ فإنْ كانَ من إخوانِ الدينِ فليكنْ فقيهًا غيْرَ مُراءٍ ولا حَريصٍ ، وإن كانَ من إخوانِ الدنيا فليكنْ حُرّاً ليسَ بجاهلٍ ولا كَّذابٍ ولا شريرٍ ولا مشنُوعٍ) .
اللغويات  :
- الاتِّئاد : التأنِّي والتمهُّل × التسرع
- التثبُّت : التحقُّق من الأمر × التشكك
- ترْتئِيه : تراه وتختاره
- فقيهاً : عالماً ، علامة ج فقهاء
- مِراءٍ : منافق
- حرِيص : بخيل × جوّاد ، كريم ج حرصاء ، حراص
- مشْنوع : مشهور بالفساد ، مفضوح × مستور .
الشرح :
س1 :  ما الشروط الواجب توافرها فيمن يختاره المرء صديقاً له؟
جـ :الشروط الواجب توافرها فيمن يختاره المرء صديقاً له :
1 - إن كان من أهل الدين فليكن عالماً بأمور الدين غير منافق ، يظهر غير ما يبطن ، وغير حريص يميل إلى البخل .
2 -  إذا كان من أهل الدنيا فليكن حراً غير جاهل أو كذاب أو مشتهر بين الناس بنقيصة أو شريراً فإن كل هذه عيوب لا تصلح معها صداقة .
س2:ما الصفات التي يجب ألا تكون في الصديق ؟ ولماذا ؟
جـ : النفاق والكذب والبخل والفساد وحب الشر ؛ لأن هذه الصفات تُعدي .
التذوق :
س1 : ما نوع الأسلوب في (الاتئادَ الاتئادَ) ، وفي (التثبت التثبت) ؟
جـ : أسلوب إغراء بمعنى (الزم الاتئادَ) والكلمة الثانية توكيد لفظي للأولى -  وفيه إيجاز بالحذف (حذف الفعل الزم) ، وكذلك (التثبُّت التثبُّت) .
*  (وإذا نظرت في حال ترتئيه) : استعارة مكنية ، فيها تصوير لحال الصديق بشيء مادي يُرى ويشاهد ، وسر جمالها التجسيم .
س2 : ما الجمال في الجمع بين : (الدين والدنيا) ، (فقيهاً وجاهل) ؟
جـ : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد .
س3 : ما وسيلة التوكيد في (ليس بجاهل)؟ وبمَ تحكم على الألفاظ في هذه الفقرة ؟
جـ : التوكيد بحرف الجر الزائد وهو الباء .
- الألفاظ في هذه الفقرة واضحة إلا أن الكاتب استعمل كلمة غريبة علينا وهي (مشنوع) ولكن يجوز أنها كانت مستخدمة في عصره .
س4 : ما نوع الأسلوب في فليكن ؟ وما غرضه ؟
جـ : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : النصح والإرشاد .
* (مُراءٍ - حَريصٍ - بجاهلٍ - كَّذابٍ - شريرٍ - مشنُوعٍ) : نكرات للتنفير من هذه الصفات السيئة .
النص :(صفات لا يجب أن تكون في صديق)              
 (فإن الجاهلَ أهلٌ أنْ يهرُبَ منه أبواه . وإن الكذَّابَ لا يكونُ أخاً صادقاً ؛ لأن الكذبَ الذي يجرِي على لسانِه إنما هو مِنْ فضولِ كذبِ قلبِهِ ، وإنما سُمِّى الصديقُ من الصدْقِ ، وقد يُتَّهمُ صدْقُ القَلبِ وإن صَدَقَ اللسانُ ، فكيفَ إذا ظهرَ الكذبُ على اللسانِ ؟ وإن الشريرَ يُكسبُك العدوَّ ، ولا حاجَة لكَ في صداقةٍ تجلبُ العداوةَ وإن المشنوعَ شانِعٌ صاحبَه) .
اللغويات  :
*  الجاهِل : الأحْمق الطائش السفيه ج جهلاء ، جهال ، جهلة وجهل 
- أهلٌ : جدير ومستحق
- فضُول : زيادة م فضل
- يتَّهم : يُشَك
- يُكسبُكَ العدوَّ : يجلب لك الأعداء ويأتي بهم
- شانِع : فاضح .
الشرح :
س1 :  لماذا يحذر الكاتب من مصاحبة : (الجاهل - والكذاب - والشرير - والمشنوع)؟
جـ :
- الجاهل : يهرب منه أبواه أقرب الناس إليه .
-
الكذاب : لا يصلح للصداقة ؛ لأنها من الصدق .
-
الشرير: لأنه يجلب لك العداوة ولا حاجة لك في صداقة تجلب لك العداوة .
-
والمشنوع : لأنه يعدي صاحبه بفساده (فالمعروف أن من صاحب فاسداً فهو فاسد).
س2 : عند الحديث عن الجاهل خص الكاتب " أبويه " بالذكر . علل .
جـ : لبيان شدة بشاعة صفات هذا الإنسان التي جعلت أقرب الناس إليه يفرون من أمامه وكأنه مصاب بمرض معدٍ .
س3 : اشرح العبارة مبيناً ما فيها من الترتيب المنطقي واذكر رأيك في الألفاظ .
جـ : يظهر في هذه الفقرة الترتيب المنطقي والعقلية المنظمة ؛ فهو يقول : إن الجاهل يهرب ويفر منه أقرب الناس إليه وهما أبواه ، ويعلل الكاتب ذلك بأن الجهل أضراره خطيرة وفادحة .. وأن الكذاب لا يمكن أن يكون أخاً صادقاً ؛ لأن الكذب الذي يجري ويندفع على لسانه نابع من قلبه ، ثم يبين أن هذا يخالف لقب الصديق المشتق من صدق القلب ثم يقول : إننا نشك في صدق القلب مع صدق اللسان ؛ فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان ؟ إنه بلا شك نابع من كذب القلب .. ثم يوضح سبب البعد عن  صداقة الشرير  ؛ لأنه يجلب لصاحبه العداوة ويفضحه ؛ لأنه في نظر الناس مثله [ فالصديق مرآة صديقه ] .
- أما من حيث
الألفاظ في هذه الفقرة  فهي ملائمة للموضوع الاجتماعي باستثناء (شانع ومشنوع)  .
التذوق :
س1 : ما نوع الخيال في (يهرب منه أبواه) ؟ وما سر جماله ؟
جـ : كناية عن قبح الجهل والحمق لدرجة أن أقرب الناس إليه أبواه يفران منه ، وسر جمالها الإتيان بالمعنى مصحوبا بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم .
*  (الكذب - صادقاً) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
*  (لأن الكذب الذي يجري على لسانه) : أسلوب مؤكد (بإن) وهو تعليل لما قبله .
-  وفيه استعارة مكنية ، فقد شبه الكاتب الكذب بماء يجري ، وسر جمالها التجسيم وتوحي بسهولة نطقه للكذب لاعتياده عليه .
س2: ما نوع الأسلوب في(إنما هو من فضول كذب قلبه) ؟وما فائدته ؟
جـ : أسلوب قصر للتوكيد وتخصيص الحكم ، وكذلك (إنما سُمِّي الصديقُ منَ الصدقِ) .
* (إنما هو من فضول كذب قلبه) : استعارة مكنية ، صور القلب بإنسان كثير الكذب ، وخص القلب بالذكر للدلالة على تمكن الكذب منه .
* (الصديق - الصدق) : محسن بديعي / جناس ناقص له تأثير موسيقي وفيه تحريك للذهن .
* (فكيف إذا ظهر الكذب على اللسان ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام : للتعجب .
* (شانع ، مشنوع) : محسن بديعي / جناس ناقص .
* (صداقة - العداوة) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
النص : (سلوك المرء مع الناس)                    
(واعلمْ أنّ انقباضَك عن الناس يُكسبكُ العداوةَ ، وأن انبساطَك إليهم يكسبُك صديقَ السُّوءِ وسوءُ الأصدقاءِ ، أضرُّ من بُغْضِ الأعداء ِ . فإنَّك إنْ واصلتَ صديقَ السُّوءِ  أعيتْكَ جرائرُه وإن قطعْتهُ شانَك اسمُ القطيعةِ ، وألزمَكَ ذلك مَنْ يرفَعُ عيبَك ، ولا ينُشرُ عُذرَك ، فإن المعايِبَ تَنمِي والمعاذِير لا تَنْمي) .
اللغويات  :
* انقباضك : عزلتك وابتعادك وانطواءك
- انبساطك إليهم : انتشارك بينهم وتوسيع علاقاتك بهم بدون تمييز
- بغض : كره
- أعيتك : أعجزتك
- جرائره : جناياته  م جريرة  
- شانك : عابك × زانك
- ألزمك : أوجب عليك
- يرفع عيبك : ينشره
- المعايب : العيوب م معابة
-  المعاذير : الأعذار م المعذرة
- تنمي : تنتشر وتذيع × تنحسر
الشرح :
يرسم الكاتب للإنسان الطريق الواجب اتباعه في علاقته بالآخرين حتى لا يُتهم بالعزلة عن الناس أو يتورط في علاقته بأصدقاء السوء : فالانعزال عن الناس والبعد عنهم يأتي بالعداوة معهم ؛ لأنهم يظنونه ترفعاً وتعالياً والاندماج فيهم والاختلاط بهم بدون اختبار واختيار وتدقيق وتمحيص يوقع في أصدقاء السوء - ويرى الكاتب أن سوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء - فإن واصلته عابك بين الناس بخلقه السيئ ، وإن قاطعته اتهمك الناس بالخيانة وعدم الوفاء ، وبذلك يلتصق بك العيب وإن كنت ذا عذر فإن العيوب تنتشر والأعذار لا تنتشر .
س1: حدد سلوك المرء مع الناس من واقع هذه الفقرة.
جـ : يتحدد سلوك المرء : بأنه إذا ابتعد عن الناس اكتسب عداوة الناس وظنوه متكبراً ، وإذا وسّع من دائرة صداقاته بين الناس فقد يوقعه ذلك في صديق السوء لذلك ينبغي أن يعتدل الإنسان في تعامله مع الناس ليس بالبعد الشديد وليس بالاختلاط الشديد ويبقي دائماً على حذره .
التذوق :
*  (اعلْم) :  أسلوب إنشائي / أمر للنصح والإرشاد .
*  (انقباضك - انبساطك) ، (الأصدقاء - الأعداء) : محسن بديعي / طباق .
س1 : ما نوع الأسلوب في (فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتكَ جرائرُه) ؟ وما علاقته بما قبله ؟ وماذا فيه من خيال ؟
جـ : (فإنك إن واصلت صديق السوءِ أعيَتْك جرائِرُه) : أسلوب مؤكد (بإن) وهو تعليل لما قبله . و* (أعيتك جِرائرُه) : استعارة مكنية ، تصور (الجَرائر) حِمْلاً ثقيلاً يعجز الصديق عن احتماله . وسر جمالِها التجسيم . وتوحي بشدة الضرر .
*  (واصلتَ - وقطعتَه) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
* (أعيتك جرائره) استعارة مكنية ، تصور الجرائر حملاً ثقيلاً يعجز الصديق عن احتماله ، وسر جمالها التجسيم وتوحي بشدة الضرر الواقع من أصدقاء السوء .
* (سوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء) و (وإن المعايب تنمي والمعاذير لا تنمي) : من العبارات التي تجري مجرى الحكمة .
س2: أيُّهما أدق (يكسبُك العداوة) أم (يجلبُ لك العداوةَ) ؟ ولماذا ؟
جـ : يجلب لك العداوة أدق ؛ لأن تجلب قد تكون على غير إرادة الإنسان أما تكسب فللإنسان دخل في الكسب .
التعليق :
س1 :  يدخل نص ابن المقفع تحت نوع :
(الأدب الاجتماعي - الأدب الديني - الأدب السياسي) اختَر الصحيح معللاً.
جـ : الأدب الاجتماعي ؛ لأنه يعرض بعض العلاقات الاجتماعية بين الناس وهي الصداقة وحقوق الأصدقاء .
الأفكار : واضحة ومرتبة ترتيباً منطقياً حيث بدأها بفكرة (توطين النفس على التمسك بالصديق) ثم أوضح كيفية اختيار الصديق وصفاته ، ثم أوضح الصفات المكروهة في الصديق ، ثم وضع النتيجة المحتومة وهي أن الصداقة ضرورية .
الصور : ليست كثيرة وذلك ؛ لأن الموضوع اجتماعي تغلب فيه الناحية الفكرية على الناحية العاطفية .
الأساليب : معظمها خبرية للتقرير ، والقليل منها إنشائية للنصح كما في أساليب الأمر .
الألفاظ : جاءت سهلة ملائمة للموضوع الاجتماعي ، ولكن بعضها غير مستساغ مثل (شانع ومشنوع) .
س2 : ما الخصائص الفنية لأسلوب الكاتب؟
جـ : الخصائص الفنية لأسلوب الكاتب :
عدم التعقيد في التعبير عن الفكرة - توضيح المعنى - تحديد الفكرة دون اللجوء إلى الزخرفة - الإفصاح والإفهام - العبارة الصافية الجلية - الإيجاز - السهولة - التنوع بين الأساليب الخبرية والإنشائية - الاعتماد على التشبيهات التوضيحية التي تهدف إلى توضيح الفكرة لا إثارة الانفعال .
س3 : يتميز أسلوب ابن المقفع بأنه (السهل الممتنع) ، وضح المقصود بكل من (السهل) و(الممتنع) .
جـ : المقصود بأنه أسلوب سهل : وضوح الفكرة ، ويسرها وسهولة إدراكها .
    -
والمقصود بأنه أسلوب ممتنع : القدرة على تركيز المعنى ، وانتقاء اللفظ ، واختيار الكلمات المعبرة .
س4 : ما فضل ابن المقفع على اللغة العربية وآدابها ؟
جـ : فضل ابن المقفع على اللغة العربية وآدابها :
1 - أول من أدخل إليها الحكمة الفارسية والهندية والمنطق اليوناني وعلم الأخلاق والسياسة .
2 - أول من
ترجم ذخائر اللغات الأخرى للغة العربية .
3 - رفع من قيمة النثر العربي وارتقى به عن طريق
تحريره من قيود الصنعة
(المحسنات المتكلفة) .
س5 : ما وظيفة النثر عند ابن المقفع ؟
جـ : وظيفة النثر عند ابن المقفع هي : الإفهام والإقناع وتوضيح الفكرة بالعبارة السلسة السهلة دون اللجوء للمحسنات المتكلفة .  
أثر البيئة في النص :
    1 - ظهور طائفة من الأدباء ليسوا من أصل عربي .
    2 - الرقي الحضاري والفكري .
    3 - ازدهار الكتابة الاجتماعية والأدبية .
    4 - التمسك بمبادئ الإسلام التي تدعو إلى الوفاء .
    5 - تقديم الخبرات في صورة نصائح يُستفاد منها .
امتحانات      
"... اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة من تؤاخي ، ومواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك ، وإن ظهر لك منه ما تكره ، فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت أو كالمرأة التي تطلقها إذا شئت ، ولكنه عرضك ومروءتك".

(أ) -  في ضوء فهمك لسياق الفقرة تخير الصواب مما بين القوسين لما يلي :
- "
توطين " مرادفها : (وضع - حمل - تمكين - تقوية) .
- "
تشبثك " مضادها : (تعصبك - تحملك - تفريطك - تباطؤك)
- عطف "
المروءة " على " العرض " يفيد : (الترتيب - التفصيل - الترادف - التنويع) .
(ب) -  وضح من خلال هذه الفقرة حق الصديق على صديقه ، مبيناً القيمة الفنية لقوله. "وإن ظهر لك منه ما تكره".
(جـ)  -  في قول الكاتب " فإنه ليس... كالمرأة التي تطلقها إذا شئت " ، صورة بيانية ، ما قيمتها الفنية ؟ وما رأي النقاد فيها ؟
(د) -  اكتب من النص ما يدل على صفات الصديق إذا كان من أهل الدين ، وإذا كان من أهل الدنيا.
 
الدور الثاني 2002 م
" فإن عثر الناس على أنك قطعت رجلا من إخوانك ، وإن كنت معذرا ، نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء والملال فيه ، وإن أنت مع ذلك تصبرت على مقارته على غير الرضى عاد ذلك إلى العيب والنقيصة . فالاتئاد الاتئاد ! والتثبت التثبت ! "

(أ) - في ضوء فهمك لسياق الفقرة تخير الصواب مما يلي :
    - "
قطعت " مرادفه : (فقدت - هجرت - كرهت - ظلمت) .
    - " الاتئاد " مضاده : (الترقب - التطلع - التعجل - التعمد) 
(ب) - تتضمن هذه الفقرة موقفين لكل منهما نتيجة سيئة ، وضح ذلك ، ثم بين ما يدعونا الكاتب إليه فيها .
(جـ)  - اكتب مما حفظت من النص ما يدل على الفكرة التالية :
(إن اجتناب الناس يؤدى إلى عداوتهم ، والتساهل معهم يجلب أصدقاء السوء ، وهم أشد ضررا من الأعداء ؛ لأنك إن صاحبتهم أعجزتك مساوئهم ، وإن هجرتهم عابك الهجر) .

(د) - يتميز أسلوب
ابن المقفع بأنه (السهل الممتنع) ، وضح المقصود بكل من (السهل) و(الممتنع) .
" فالاتئاد الاتئاد ! والتثبت التثبت ! وإذا نظرت في حال من ترتئيه لإخائك فإن كان من إخوان الدين فليكن فقيها غير مراء ولا حريص وإن كان من إخوان الدنيا فليكن حرا ليس بجاهل ولا كذاب ولا شرير ولا مشنوع " .
(أ) - في ضوء فهمك لمعاني الكلمات في سياق الفقرة تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين لما يلي :
    - "
حريص " المراد بها : (بخيل - عنيد - بغيض) .
    - "
الاتئاد " مضادها : (الترفع - التعجل - التخلف) .
(ب) - حدد
ابن المقفع بعض صفات الصديق الصالح في الفقرة السابقة . اذكرها .
(جـ)  - هات من الفقرة :
    1 - أسلوبا إنشائيا وبين غرضه .
    2 - طباقا مبينا أثره .
    3 - إيجازا وبينة نوعه .
    4 - حرف جر زائد واذكر فائدته .
(د) - لأسلوب ابن المقفع سمات فنية . اذكر اثنتين منها .
(فإنَّما مروءةُ الرجلِ إخوانُه وأخدانُه ، فإنْ عثَرَ الناسُ على أنَّكَ قطعْتَ رَجلاً من إخوانِك وإنْ كنْتَ مُعذراً نزَل ذلك عند أكثرِهم بمنزلةِ الخيانةِ للإخاء والملال ِ فيه، وإنْ أنت مع ذلك تصبَّرت على مقارَّتِه على غيرِ الرضا عادَ ذلك إلى العيبِ والنقيْصةِ . فالاتئادَ الاتئادَ! والتثبُّتَ التثَبتَ) .
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ، ضع مرادف(أخدان) ، ومضاد (النقيصة) في جملتين مفيدتين .
(ب) - إلامَ دعا الكاتب في الفقرة ؟ وبمَ دلل على دعوته ؟
(جـ) - (نزل ذلك عند أكثرهم بمنزلة الخيانة للإخاء) وضح هذه الصورة ، وما قيمتها الفنية ؟
(د) - حدد سمتين من سمات النثر عند ابن المقفع.        
الدور الأول 2006 م
(واعلم أن انقباضك عن الناس يُكسبك العداوة ، وأن انبساطك إليهم يُكسبك صديق السوء . وسوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء ؛ فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره ، وإن قطعته شانك اسم القطيعة ، وألزمك ذلك من يرفع عيبك ولا ينشر عذرك ؛ فإن المعايب تنمي والمعاذير لا تنمي).
(أ) - تخير الإجابة الصواب مما بين الأقواس لما يأتي في ضوء فهمك للقطعة السابقة:
  - " انبساطك " المراد بها: (سعادتك - تساهلك - ابتسامتك - مواصلتك)
  - بين "
انقباضك - انبساطك ": (جناس ناقص - طباق - جناس تام –   
       تجانس) ، وبين سر جماله.
  - بين "
سوء وبغض ": (طباق - إيضاح - تكامل - جناس ناقص)
(ب) - سبق ابن المقفع زمانه بأكثر من ألف عام في تلك القضية المجتمعية وهي الربط بين سوء اختيار الصديق وتعرض بعد الشخصيات العامة للتعريض بها في الصحف دون التأكد مما أسند إليهم .
ا
حذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فصار أعلم بالمضـرة  علق برأيك على ما سبق .
(جـ)  - ضع علامة (صح) أو علامة (خطأ) بجوار الجمل الآتية مع تصويب الخطأ بعد أن تنقلها إلى كراستك.
من خصائص أسلوب ابن المقفع:
1 - التعبير عن الفكرة دون تعقيد بل يوضح المعنى .    [   ]
2 - وظيفة النثر عنده هي زخرفة لفظية وصور بيانية . [   ]
3 - البلاغة عنده حسن الإفهام وإيصال المعنى .        [   ]
4 - أسلوبه يتميز بالطول واستخدام المرادفات .        [   ]
5 - التنويع بين الأسلوب الخبري والإنشائي يعطي الكلام حيوية  
      وقوة تأثير .  [   ]        
الدور الأول 2007 م
"وَإذا نظرتَ في حالِ من ترتئيِه لإخائِكَ فإنْ كانَ من إخوانِ الدينِ فليكنْ فقيهًا غيْرَ مُراءٍ ولا حَريصٍ، وإن كانَ من إخوانِ الدنيا فليكنْ حُرّاً ليسَ بجاهلٍ ولا كَّذابٍ ولا شريرٍ ولا مشنُوعٍ"
( أ ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع :
مرادف : "
فقيه " ، ومضاد " مشنوع" في جملتين مفيدتين .
( ب ) - ما صفات الصديق كما يراها ابن المقفع في الفقرة السابقة ؟
(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة محسنا بديعيا ، وبين نوعه ، وأثره في المعنى .
( د ) - بم يتميز أسلوب ابن المقفع ؟

الدور الثاني 2008 م
" .. فإن الجاهلَ أهلٌ أنْ يهرُبَ منه أبواه . وإن الكذَّابَ لا يكونُ أخاً صادقاً ؛ لأن الكذبَ الذي يجرِي على لسانِه إنما هو مِنْ فضولِ كذبِ قلبِهِ ، وإنما سُمِّى الصديقُ من الصدْقِ ، وقد يُتَّهمُ صدْقُ القَلبِ وإن صَدَقَ اللسانُ ، فكيفَ إذا ظهرَ الكذبُ على اللسانِ ؟ وإن الشريرَ يُكسبُك العدوَّ ، ولا حاجَة لكَ في صداقةٍ تجلبُ العداوةَ وإن المشنوعَ شانِعٌ صاحبَه .."
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها ضع :
        مرادف "
تجلب " ، ومضاد " شانع " في جملتين مفيدتين
(ب) - ما الذي ينبغي ألا يكون في صديقك من الصفات ؟ ولماذا ؟
(جـ) - " الكذب الذي يجري على لسانه " .
 حدد نوع الصورة البيانية في هذه العبارة ، وبين أثرها في المعنى  
(د) - اختر خمس سمات تميز أسلوب ابن المقنع في النثر .
" واعلم أن انقباضك عن الناس يُكسبك العداوة ، وأن انبساطك إليهم يُكسبك صديق السوء . وسوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء ؛ فإنك إن واصلت صديق السوء أعيتك جرائره ، وإن قطعته شانك اسم القطيعة ، وألزمك ذلك من يرفع عيبك ولا ينشر عذرك ؛ فإن المعايب تنمي والمعاذير لا تنمي " .
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها تخير الإجابة الصحيحة مما بين القوسين فيما يلي :
    1 - مرادف " شانك " : [ساءك - عابك - خالطك - ضايقك]
    2 - مضاد " انقباضك " : [التزامك - اقترابك - انتشارك - ابتعادك] .
    3 - مفرد " جرائره " : [جرة - مجرة - جرار- جريرة] .
(ب) - وضح سلوك المرء مع الناس كما تفهم من العبارة السابقة

(جـ) - استخرج من الفقرة السابقة أسلوباً إنشائياً ، وبين نوعه وغرضه البلاغي .

(د) - اكتب مما حفظت من النص ما يدل على المعنى التالي :
        "على المرء أن يتأنى في اختيار أصدقائه سواء كان ذلك من أهل الدين أو الدنيا " .   
" اجعل غاية تشبثك في مؤاخاة من تؤاخي ، ومواصلة من تواصل توطين نفسك على أنه لا سبيل لك إلى قطيعة أخيك ، وإن ظهر لك منه ما تكره ، فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت أو كالمرأة التي تطلقها إذا شئت ، ولكنه عرضك ومروءتك .. " .
(أ) - [شئت - مواصلة - المملوك] ضع مرادف الأولى ، ومضاد الثانية ، وجمع الثالثة في جمل من إنشائك .
(ب) - بمَ أوصى ابن المقفع في الفقرة السابقة ؟
(جـ) -
1 - هات مما تحفظ من النص ما يدل على : أن تجنب الناس يكسب المرء عداوتهم ، والتساهل مع الجميع يكسب صديق السوء الذي إن واصلته عابك بين الناس بخلقه .
2 - يتميز أسلوب ابن المقفع بالإيجاز . وضح ذلك .
3 - [فإنه ليس كالمملوك تعتقه متى شئت] . ما نوع الصورة البيانية في هذه الجملة ؟ وما دلالتها ؟
(د) - على الرغم من أن ابن المقفع يتعصب للآداب الفارسية فإن فضله على اللغة العربية وآدابها عظيم . علل ذلك .

 
************************
2- الربيع  لأبي تمَّام
 التعريف بالشاعر :
هو حبيب بن أوس الطائي ، ولد بقرية (جاسم) قرب دمشق سنة 804 م / 192هـ. نشأ بدمشق وأخذ يتردد منذ نعومة أظفاره على حلقات المساجد ومجالس العلم والأدب ينهل مما كان يجري فيها ، وسرعان ما تدفقت شاعريته فبدأ يتجه بشعره إلى المدح .
رحل إلى مصر وهو شاب يتوقد ذكاء ، فجالس بعض الأدباء وأخذ منهم الثقافة والأدب ، ولم يَطُل به المقام في مصر حيث قفل راجعاً إلى دمشق ، فاتصل
بالخليفة المأمون وأشاد بانتصاراته على الروم . ثم أخذ يتردد على عدد من البلدان كخراسان حيث مدح واليها عبد الله بن طاهر . وأخيراً عاد إلى العراق وأخذ يتغنى بانتصارات المسلمين وفتوحاتهم أيام المعتصم بالله .
ويعد أبو تمام من أبرز شعراء العصر العباسي . وكان من خصائص شعره التعمق في المعاني ، والميل إلى المحسنات البديعية ، والغموض الفني بسبب تعقد الصور وتوليد المعاني ، ولذلك يُلقب
بشاعرِ الصنعة . توفي أبو تمام سنة 846 م / 231 هـ .
جو النص :
في هذا النص يرسم لنا أبو تمّام في صورة حية ولوحة تنطق بالجمال لسحر الطبيعة البديع في فصل الربيع الفتان فصل الحياة فصل الجمال
الأبيات :  بداية فصل الربيع
1 - نزلتْ مُقدِّمةُ المصيفِ حـميدةً  
                   و يدُ الشــتاءِ جـديدةٌ  لا تُنْكرُ
2 - لولا الذي غـرس الشتاء بكفه
                 لاقى المصيف هشــائماً لا تثمر
3 - ما كانت الأيام تســلب  بهجة
                  لو أن حسن الروض كان يعـمر
4 - أولا ترى الأشياء إذ هي غيرت
                 سمجت وحسن الأرض حين تغير
اللغويات :
(1) نزلت : جاءت ، حلت -  مقدّمة المصيف : أوله والمراد بداية الربيع  - حميدة : محمودة الأثر × ذميمة - يد الشتاء : أي خيره وفضله ج أشتيَة - جديدةٌ : ظاهرة ، واضحة - لا تنكر : لا ينكر أحد فضلها .
(2)  الذي غرسَ الشتاء بكفه : النبات و الشجر الذي سقاه بأمطاره - لاقَى : وجد - المصيف : أي الربيع - هشائماً : نباتات صفراء ذابلة م هشيمة .
(3)  تسلَب بهجةً : ينتزع منها حسنها وجمالها × تُمنح ، تُعطى - حسن : جمال × قبح - الروض : جمع روضة وهي الحديقة - يعمر : يخلد ويدوم × يفنى .
(4) سمجت : قبحت × جَملَت - حسن الأرض حين تغير : جمال الأرض في تغيير مظاهر الطبيعة من فصل إلى فصل .
الشرح :
س1 : اشرح الأبيات بأسلوب أدبي مبيناً ما بينها من ترابط فكري.
جـ :  جاء الربيع بسحره و جماله ليشيع البهجة و الجمال ومازالت آثار الشتاء متمثلة في بقايا الأمطار
- ولولا أمطار الشتاء التي نزلت على الأشجار لجاء الربيع وظلت تلك الأشجار ذابلة ، لا حياة فيها ولا قدرة لها على الإزهار والإثمار
- ولو أن فصل الربيع استمر طوال العام لدام جمال الأرض ، ودامت البهجة والسعادة .
- فالأشياء كلها تتغير وتتبدل على سطح هذه الأرض من الحياة إلى الموت ومن الجمال إلى القبح إلا وجه الأرض فيزداد جمالاً حين تتعاقب عليه الفصول فعندما يأتي الربيع يجعل موت الأرض حياة وقبحها جمالاً  .
- والأبيات يتضح فيها الترابط الفكري ؛ فالأفكار مترابطة تُسلمك كل فكرة لما بعدها في تسلسل منطقي . وإن كان في بعضها مغالطة فليس كل تغيير قبيحاً (كما قال الشاعر في البيت الرابع) . 
س2 : ما الذي يؤخذ على الشاعر في البيت الرابع ؟
- ولم يوفق الشاعر في فكرته بالبيت الرابع ؛ حيث أصدر حكماً عاماً بنى عليه نتيجة خاطئة ، فليس كل تغيير يكون قبيحاً ، كما أن الأرض لا تكون جميلة عندما تتغير في الصيف أو الشتاء مثلاً . 
 
س3 : ما الأمنية التي تمناها الشاعر في البيت الثالث ؟ ولماذا ؟ [أجب بنفسك]
التذوق :
س1 : ما العاطفة المسيطرة على الشاعر في هذه الأبيات ؟
جـ : العاطفة المسيطرة على الشاعر عاطفة الإعجاب بالربيع وجماله الساحر.
* (مقدمة المصيف) : كناية عن الربيع .
* (يد الشتاء( : مجاز مرسل عن خير الشتاء ونعمه علاقته : السببية ؛ لأن اليد سبب النعمة ، وسر جماله الإيجاز والدقة في اختيار العلاقة ..
- ويجوز أن يكون استعارة مكنية حيث شبه الشتاء بإنسان له يد .
*  (المصيف والشتاء) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
) * غرسَ الشتاء بكفه) : استعارة مكنية ،  فقد شبه الشتاء بإنسان يغرس ويزرع ، وسر جمالها التشخيص وتوحي بأثر الشتاء القوي في جمال الربيع .
*  (لاقى هشَائماً لا تثمر) : كناية عن الجفاف و قبح الطبيعة لَولا مطر الشتاء .
*  (هشائماً) : جمع يدل عَلى كثرة الأشجار اليابسة ، ويوحي بانتشار الجفاف .
*  (لا تثمر) : بيان فيه تأكيد لحالتها فلا أمل في نفعها .
*  (ما كانت الأيام تسْلَب بَهْجةً لو أن حسْنَ الروض كان يعَمر): البيت الثالث كناية عن السعادة في فصل الربيع .
*  (الأيام تسْلَب بَهْجةً) : استعارة مكنية ، فيها تشخيص للأيام بإنسان تُسرق منه البهجة .
*  (تُسلب - ويعمر) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد ، واستخدام الفعل المضارع هنا وفي بقية الأبيات للدلالة على التجدد والاستمرار واستحضار الصورة .
 *  (بهجة) : نكرة لتفيد العموم لكل أنواع البهجة .
* الأسلوب في الأبيات الثلاثة الأولى خبري غرضه تقرير الإعجاب .
*  (أوَلا تَرى الأشياءَ ..) : أسلوب إنشائي / استفهام ، وغرضه : التقرير وفيه إيجاز حيث حذف الفعل المعطوف عليه لأنه مفهوم .
س2 : ماذا في البيت الرابع من المحسنات ؟ وما علاقته بما قبله ؟
جـ : في البيت مقابلة في المعنى بين (الأشياء إذ هي غيرت سَمجَتْ - وحسن الأرض حين تغير) ، وسر جمالها توضيح المعاني بالتضاد . والبيت كله تعليل للبيت السابق .

الأبيات : جمال الطبيعة في الربيع
5 - يا صَاحِبَيَّ تَقصَّيا نظـريْكما
                    تريا وجوهَ الأرضِ كيفَ تُصوَّرُ
6 - ترَيا نَهاراً مُشْمِساً قد شـابَه
                    زَهْرُ الرُّبا فكأنَّما هو مُقْــمِرُ
7 - دُنيا معاشٍ للورَى حـتَّى إذا
                    جُلِيَ الربيعُ فإنَّما هي منْـظرُ
اللغويات  :
   (5) يا صاحبي : ينادي الشاعر صاحبيه على عادة القدامى ، إذ كانوا يصْحبون معهم في رحلاتهم رفيقين للحراسة والخدمة ، فكثر خطاب الاثنين حتى صار ذلك متبعاً ولو لم يكن مع الشاعرِ أحد - تقصّيا نظريْكما : انْظرا وتأملا في دقة وإمعان × غُضّا ، تغافلا - وجوه الأرض : نواحيها ، جوانبها - تصور : أي تتلون بالزهر .
(6) نهاراً ج أَنهر ، نُهُر - مشْمساً : مضاءً بالشمس - شابَه : خالطه وامتزج به ، مادتها " شوب " × انفصل عنه - الربا : المرتفعات ج ربوة × الوهاد - مقمر : مضاءٌ بالقمر (نتيجةً لانعكاس ضوء الشمس على الأزهار يصبح الضوء فاتراً فضياً مثل نور القمر) .
(7)  دنيا: حياة ج دنا ، مذكرها أدنى ، مادتها " د ن و " - معاش : حياة ومجال لكسب الرزق بالعمل والكفاح - الورى : الخلق والناس - جلي : : أُظْهر وأُبين × أخفي - الربيع ج أربعاء و أربعة - منظرٌ : المراد مشهد جميل ممتع  .
الشرح :
س 1: لماذا خاطب صاحبيه؟وماذا طلب منهما ؟      
جـ : ينادي الشاعر صاحبيه على عادة الشعراء القدامى .
-  وطلب منهما أن يتأملا فيما حولهما ؛ ليريا كيف ظهرت الأرض ساحرة فاتنة وقت الربيع و في أبهى منظر ... الخ
س 2: ما مظاهر فتنة الربيع كما عبرت عنها الأبيات ؟ وما أثر ذلك على الناس ؟
جـ : يدعو الشاعر صاحبيه أن يتأملا ؛ ليريا جمال الأرض  وسحرها الفتان  بعدما ألبسها الربيع أثوابًا جميلة من الأزهار  المتفتحة
-  و ليريا أيضاً الشمس الساطعة و هي ترسل أشعتها الصافية لتنعكس على الأزهار فتبدو الأزهار وكأنها مضاءة بضوء فضي هادئ كأنه نور القمر .
- فيسعد الناس بجمال الربيع الذي يخفف عنهم عناء العمل الشاق فتتحول الدنيا إلى بستان كبير ممتع ، بعد أن كانت الدنيا قبل الربيع مجالاً للكفاح الشاق الجاف المُرهق .
س 3: في الأبيات دعوة مقرونة بأسبابها .. وضح ذلك .
جـ : في الأبيات دعوة إلى تأمل جمال الطبيعة في فصل الربيع .
- وأسبابها : ظهور الجمال في جوانب الأرض ، والنهار المشمس وقد اختلط فيه ضوء الشمس بألوان الأزهار  .
س 4: علل : جعل الشاعر النهار كأن القمر هو الذي أضاءه .
جـ : وذلك لأن الضوء كان قليلاً لاختلاطه بظلال الأشجار الكثيفة التي حجبت أشعة الشمس وجعلته كضوء القمر الفضي .
س 5: علل : اختص الشاعر من الزهر زهر الربا وحده .
جـ : وذلك لأنه يتميز عن غيره من الأزهار بوجوده في مكان مرتفع فيحظى بنصيب أكبر من الضوء والهواء النقي ، وأيضاً ليوحي بالعلو والسمو والجمال .
س 6: علل : تكرار الشاعر للفعل [تريا] .
جـ : للتأكيد على انتشار الجمال في كل مكان ولاستحضار الصور الجميلة المنتشرة في كل مكان ، ولبيان تعدد مظاهر الجمال .
س 7: ما الذي أخذه النقاد على الشاعر في البيت السابع ؟
جـ : عابوا عليه أنه جعل المتعة مقصورة على فصل الربيع مع أن في الربيع عمل وجهد بجوار المتعة والجمال
س8 :   للربيع قيمة في حياة الناس . وضح ذلك من خلال البيت السابع . 
 (سؤال امتحان الدور الأول 97)
 جـ :  إن الدنيا في كل أزمنتها للسعي من أجل الرزق والحياة ، أما في زمن الربيع فإنها تتحول إلى لوحة بديعة ويصبح أهم عمل للإنسان أن ينظر إلى هذا الجمال ويمتع نفسه برؤيته 
التذوق :
*  (يا صاحبي) : أسلوب إنشائي / نداء للتنبيه والالتماس  
*  (تقصيا) : أسلوب إنشائي / أمر غرضه : الالتماس .
*  (وجوهَ الأرض كيفَ تصور) : كناية عن شدة روعة جمال الأرض ، وهي توحي بالجمال وتناسق الألوان ، وجمع (الوجوه) لبيان تعدد مظاهر الجمال .
س : ما العلاقة بين شطري البيت الأول ؟
جـ : العلاقة بين شطري البيت الأول : سبب ونتيجة .
*  (مشمسا - مقمر) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
 * (كأنما هو مقمر) : تشبيه يدل على دقة ملاحظة الشاعر ، ويوحي بالاعتدال والجمال في جو الربيع .
*  (مشمسا) : تدل على الإشراق والصفاء وشدة الضياء .
*  (دنيا معاش) : إيجاز بحذف المبتدأ ، فيه إثارة للذهن .
*  (دنيا معاش) : كناية عن الكفاح والعمل وتعب الحياة .
*  (جلي الربيع) : استعارة مكنية ،  فيها تجسيم للربيع وتوحي بالصفاء والجمال .
*  (فإنما هي منظر) : أسلوب قصر وسيلته (إنما) وهو يفيد التوكيد وتخصيص الحكم . وهو كناية عن روعة الطبيعة وجمالها في الربيع
الأبيات : سحر الأزهار
8 -  أَضْحَتْ تَصُوغُ بُطُونُها  لظُهورِها
               نَوْرًا تكـادُ  له القلوبُ تُنَوِّرُ
9 -  مِنْ كُـلِّ زاهـرةٍ تَرقْرَقُ بالنَّدى
               وكـأنّـَها عَيْنٌ إليكَ تَـحدَّرُ
10- حتَّى غَـدتْ وهَـداتُها و نِجادُها
               فِئتَيْنِ في خِلَعِ الربيعِ  تَبخْتَرُ
اللغويات  :
(8) أضْحتْ : أصبحت ، صارت - تصوُغ : تصنع وتخرج - بطونها : جوف الأرض - ظهورها : سطح الأرض - نوْراً : زهراً - تنّور : تضيء أو تتفتح من البهجة والسعادة .
(9) زاهرة : زهرة جميلة ج زواهر - ترقرق بالندى :  تتألق وتلمع فوقها قطرات الندى ، الندى ج الأنداء - عينٌ إليك تحدر : تنظر إليك في رقة ودمعها سائل متحدر .
(10) غدت: أصبحت - وهداتها: منخفضاتها أو باطنها م وهدة - نجادها : مرتفعاتها م نجد - فئَتين : نوعين - خلَع : ملابس م خِلعة - الربيع ج أربعاء و أربعة - تبختر : تتمايل في إعجاب وخيلاء × تتواضع .
الشرح :
س1 : اشرح الأبيات مبيناً العلاقة بينها .
جـ : وقد أخذت بطون الأرض تخرج لظهورها ثيابًا من الأزهار بديعة الأشكال والألوان ، تضيء لجمالها القلوب وتسعد لمرآها العيون - فالأزهار تتألق فوقها قطرات الندى ثم تتساقط كأنها عين تنظر إليك والدموع تنحدر منها - ونتيجة لذلك أصبحت الأرض كلها - بمرتفعاتها ومنخفضاتها - كأنها جماعتان تتمايلان زهوًا وخيلاء في ثياب الربيع الزاهية الألوان .
- العلاقة بينها محكمة فالأفكار مرتبة فيها تسلسل جميل .
س2 :   ما أثر الربيع في الطبيعة كما فهمت من الأبيات ؟ (سؤال امتحان الدور الثاني 2003)
 جـ : حاك الربيع من الزهور المختلفة الألوان ثوباً قشيباً ، وعندما ارتدته الطبيعة كادت القلوب تضيء فرحة به وكأن كل زهرة فيه ، وقد ترقرقت بالندى وتألقت عين تنظر في رقة وحنان ، وقد بللتها الدموع ، والطبيعة كلها أصبحت وكأنها جماعتان متمايلتان في ثياب الربيع القشيبة المزهرة . (إجابة نموذج التصحيح)
التذوق :
س1 : في البيت الأول جرس موسيقي ..حدد مصدره
جـ : مصدره الجناس الناقص بين (نورًا - تنور) .
*  (أضحت تصوغ بطونهَا لظهورها نَورا) : استعارة مكنية ، تصور باطن الأرض إنسانًا يصوغ ويصنع في إبداع لظهورها من الزهر ثيابًا جميلة وسر جمالها التشخيص .
س2 : أيهما أجمل في التعبير : (أضحت) أم (أمست) ؟ ولماذا ؟
جـ : (أضحت) أجمل من (أمست) لأنها تدل على وقت الصباح حيث تفتح الأزهار ونضارة الحدائق وبالتالي فهو وقت الاستمتاع بعبير الأزهار الفواح وجمال شكلها الساحر
س3 : أيهما أجمل في التعبير : (تصوغ) أم (تصنع) ؟ ولماذا ؟
جـ : (تصوغ) أجمل من (تصنع) للدلالة على مهارة الصياغة ودقتها.
*  (تكاد له القلوب تنور) : كناية عن شدة الإعجاب وقوة التأثير ، أو استعارة مكنية ، فيها تصوير للقلوب بمصابيح تنير ، واستخدام الفعل المضارع لاستحضار الصورة .
*  (بطونها - ظهورها) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد
*  (نورًا - تنور) : جناس ناقص له تأثير موسيقي ، وفيه تحريك للذهن
*  (كأنها عين إليك تحدر) : تشبيه للزهرة تتساقط منها قطرات الندى بالعين الجميلة تنحدر دموعها وهى ترنو (تنظر) إليك في رقة وحنان .
س4 : ما الذي قد يؤخذ على الشاعر في التشبيه السابق ؟
 جـ : قد يؤخذ على الشاعر في التشبيه السابق اختلاف الجو النفسي بين طرفيه ، فالزهرة الندية المشرقة تبعث السرور والعين الباكية تبعث الحزن والأسى .
- ويمكن الرد على ذلك بأن الشاعر لم يرغب الحالة النفسية وإنما أراد التشابه الشكلي فقط ومع ذلك فيظل العيب قائماً ؛ لأن من شروط جمال التشبيه ملاءمة الجو النفسي .
*  (وهداتها - ونجادها) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد ويفيد شمول الجمال في كل مكان .
*  (فئتين في خلع الربيع تبختر) : استعارتان مكنيتان. في الأولى (فئتين تبختر) شبه المرتفعات والمخفضات بفتيات يتمايلن اختيالاً بثياب الربيع - وفي الثانية (خلع الربيع) شبه الربيع بإنسان يعطي الأرض الكساء الفاخر - وسر جمالهما التشخيص . وفيهما إيحاء بجمال الربيع الآخاذ .
التعليق :
س1 : ما غرض النص ؟  وكيف تطور في العصر العباسي ؟
جـ : غرض النص وصف الربيع .
- وتطور في العصر العباسي بأن أصبح وصفاً للدور والقصور والطبيعة الغناء .
س2 :علل لما يأتي : استعانة شاعر الوصف بالصور البلاغية .
جـ : استعانة شاعر الوصف بالصورة البلاغية ؛ لكي يمنح الموضوع حيوية يشعر بها الشاعر وهو يتأمل الواقع الخارجي الذي يريد وصفه وخاصة وأن الربيع فصل الحيوية والنشاط .
س3 : لماذا لقب أبو تمام بشاعر الصنعة ؟
جـ : لقب أبو تمام بشاعر الصنعة لعمق معانيه وتنوع صوره وعنايته بالمحسنات البديعية .
س4 : جمع الشاعر معظم فصول السنة في مطلع القصيدة . وضحْ
جـ : في مطلع القصيدة ذكر الشاعر (المصيف - والشتاء) والربيع الذي هو (مقدمة المصيف) .
س5 : لماذا اعتمد الشاعر علي المطابقات ؟
جـ : ليوضح الفارق الكبير بين جمال الدنيا وروعتها في الربيع وبين جمالها في بقية الفصول وأيضاً للتوضيح وتأكيد فكرته.
 * العاطفة : تسيطر على الشاعر عاطفة الإعجاب بجمال الطبيعة وقت الربيع
*  الألفاظ : جاءت فيها سهولة و ملائمة لجمال الطبيعة مثل : (بهجة - حسن الروض - كيف تصور - زهر - الربا - زاهرة)
*  الصور : جاءت كثيرة في النص ؛ ليمنح الموضوع الحيوية وخاصة وأن الربيع هو فصل الحيوية والنشاط .
*  المحسنات : اهتم أبو تمام بالمحسنات من طبـاق ومقابلة وجناس .
* ومعظم الأساليب خبرية لتقرير الإعجاب ، وبعضها إنشائي لإثارة المشاعر .
 * ملامح شخصية أبى تمام :
1 - حبه للطبيعة وإعجابه بالجمال ، والتأمل في قدرة الله .
2 - ميله إلى العمق في المعنى بالتحليل والتفصيل .
3 - موهبته في الشعر وإبداعه فيه .
 * الخصائص الفنية لأسلوبه :
1 - انتقاء الألفاظ وجزالة العبارة وإحكام صياغتها . 
2 - روعة التصوير .
3 - وعمق المعنى بالتحليل والتفصيل .            
4 - الإكثار من المحسنات .
*  أثر البيئة في النص :
1 - جمال الطبيعة في البيئة التي يعيش فيها أبو تمام .
2 - تميز الفصول مما يلفت النظر ويثير الشعور .
3 - التأثر بالقدماء في توجيه الخطاب إلى رفيقين(يا صاحبي تقصيا نظريكما) فهو شبيه بقول امرئ القيس (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل) .
تدريبات :     
الدور الثاني 2003م
 أضحت تصوغ بطونها لظهورها 
               نورا تكاد له القـلوب تنور
من كل زاهرة ترقرق بالنــدى
              و كأنها عين إليك  تحــدر
حتى غدت وهداتها و نجــادها
               فئتين في خلع الربيع تبختر

(أ) - ضع مرادف " تصوغ " وجمع " الندى " في جملتين مفيدتين من تعبيرك .

(ب) - ما أثر الربيع في الطبيعة كما فهمت من الأبيات ؟

(جـ) - (وهداتها - نجادها) محسن بديعي . ما نوعه ؟ وما أثره في المعنى ؟

(د) - علل لما يأتي :
    1- تسمية أبى تمام بشاعر الصنعة .
    2- استعانة شاعر الوصف بالصور البلاغية .
الدور الثاني 2005م
- يا صاحِبيّ  تقــصَّيا نظـريْكما 
             تريا وجوهَ الأرضِ كيفَ تُصوَّرُ
- ترَيا نَهاراً مُشْمِساً قد شـــابَه 
             زَهْرُ الرُّبا فكأنَّما هو مُقْــمِرُ
- دُنيا معاشٍ للورَى حـــتَّى إذا 
            جُلِيَ الربيعُ فإنَّما هي منْــظرُ
- أَضْحَتْ تَصُوغُ بُطُونُها  لظُهورِها 
                  نَوْرًا تكادُ لـه القــلوبُ تُنَوِّرُ
(أ) - في ضوء فهمك لمعاني الكلمات في سياقها أجب :

- مرادف"جلي": معناها : [ اظهر - أجبر - أخبر ]
  - مضاد "
تصوغ " : [ تعتب - تجذب - تجدب ]
(ب) - إلامَ يدعو الشاعر صاحبيه في الأبيات ؟
(جـ) - [ فإنما هي منظر ] صورة بيانية ، و ما نوعها ؟ و ما قيمتها الفنية .
(د) - [ حل الربيع ، و ما تزال آثار الشتاء واضحة في الطبيعة ]
        اكتب مما حفظت من النص بيتين يعبران عن ذلك .   
 
الدور الأول 2009م
        - دُنيا معاشٍ للورَى حـــتَّى إذا 
             جُلِيَ الربيعُ فإنَّما هي منْــظرُ
        - أَضْحَتْ تَصُوغُ بُطُونُها  لظُهورِها
              نَوْرًا تكادُ لـه القــلوبُ تُنَوِّرُ
        - من كل زاهرة ترقرق بالنــدى
              و كأنها عــين إليك  تحدرُ
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها بالأبيات ضع :
مرادف كلمة " الورى "، ومضاد كلمة " ترقرق " وجمع " زاهرة " في جمل مفيدة .
(ب) - رسم الشاعر صورة رائعة عن الطبيعة في الربيع - وضحها ، وبين أثرها .
(جـ) -  من كل زاهرة ترقرق بالنــدى
                 و كأنها عــين إليك  تحــدرُ
        حدد نوع الصورة البلاغية في البيت ، ووضح أثرها في المعنى .
(د) -  استخرج من البيت الثاني محسناً بديعياً ، وبين نوعه وسر جماله .


****************************
3- رثاء لابن الرومي

التعريف بالشاعر :
هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج الرومي ولد في بغداد سنة 221هـ (835م) وعاش بها طول حياته . أبوه من أصل رومي وأمه من أصل فارسي ، وثقافته عربية إسلامية ، وقد اشتهر بالتشاؤم والقلق النفسي والشك في الناس ، وقيل أنه توفي سنة 284هـ (897 م) متأثراً بالسم الذي دسه له القاسم بن عبيد الله وزير المعتز عندما خاف أن يهجوه . ويعد ابن الرومي من أعظم شعراء العصر العباسي قدرة على التعبير عن النفس الإنسانية . 
جو النص :
 صُدِمَ الشاعر بفقد ولده بعد أن اختطفه الموت بعد صراع قصير مع المرض ، فامتلأت نفسه ببحار الحزن ، وفاضت دموعه أسفاً وحسرة  ، فأبدعَ هذه الكلمات الباكية المؤثرة تعبيراً عن أحزانه التي لا تنتهي ، واستحالة عزائه عن ابنه .
معلومة : رزق ابن الرومي بثلاثة أبناء ماتوا جميعاً في طفولتهم ورثاهم بأبلغ وأفجع ما رثى والد أبناءه وقد كان أول من مات من أبنائه محمد وكان فيما بين الرابعة والخامسة من عمره .
الأبيات :" حادث جلل لا يجدي معه بكاء"
1 - بُكاؤكما يشْفي وإنْ كانَ لايُجـدِي
                 فَجُودا ، فقدْ أوْدَى نظيرُكما عندي
2 - توخَّى حِمامُ الموتِ أوْسطَ صِبيَتَي
                فللهِ كيف اختارَ  واسِطةَ العِقْدِ ؟!!
3 - طَواهُ الردَى عنِّي فأضْحَى مزارُه 
                 بعيداً على قُرْبٍ قريباً على بُعْدِ !!
4 - لقدْ أنْجـَزتْ فيهِ المنايا  وعيدَها
        وأخْـلَفتِ الآمالُ ما كان مِن وعْدِ
اللغويات:
(1) بُكاؤكما: الشاعر يخاطب عينيه - يشفِي : يُريح × يمرض - لا يُجدِي : لا يُفيد ولا ينفع في رد الميت ، يُجدِي × يضر - جُودا : ابكيا بغزير الدمع × ابخلا - أوْدَى : مات - نظيرُكما : مثيلكما في المكانة ج نُظَراء .
(2) توخَّى : قصد ، أصاب -  حِمَامُ الموتِ : قضاؤه ومصيبته - صبيتي : أبنائي الصغار م صبي والمؤنث : صبية ج صَبايا - لله : أسلوب تعجب - واسِطة العِقدِ : الجوهرة الكبيرة التي تتوسط العقد ، والمقصود : الابن الأوسط .
(3) طَواه : أماته وأخفاه × أحياه ، أظهره ، نشره - الردَى : الموت - أضْحى : صار وأصبح - مَزارُه : مكان زيارته في قبره ، والمقصود : لقاؤه - بعيداً على قرْبٍ : لأنه في الآخرة مع أن قبره قريب - قريباً على بُعْدِ : مكان قبره قريب ولكن الابن بعيد ؛ لأنه في العالم الآخر .
(4) -  أنجزتْ : حققت وأتمت × أخلفت - المَنايا : م مَنيَّة وهي الموت - وعِيدَها : تهديدها - أخْلفت : لم تحقق ، لم تفِ بوعودها ، ونقضت ونكثت × أنجزت .  
الشرح :
س1 : الأبيات تعبر عن الفاجعة التي حلت بالشاعر . عبر عن ذلك .
جـ : يعبر الشاعر عن فجيعته بفقده ولده الحبيب فيخاطب عينيه اللتين تماثل كل منهما مكانة ابنه متمنياً أن تكثرا من فيضان البكاء ، لعل البكاء ينزل السكينة على قلبه ويريحه من حزنه العاتي الشديد ، ولكن البكاء لن يفيد في رد الفقيد .
(2) ثم يعبر الشاعر في البيت الثاني عن غضبته الشديدة على المنايا التي خطفت أغلى الناس إليه عامدة ، فيقول : أن الموت لا يتخطف النفوس اعتباطاً (بلا سبب) ، وإنما يُجِيل نظره حتى يختار ، وقد اختار أوسط صبيتي محمداً لعلمه أنه أحب أولادي إليّ ، فيا له من موت قاسٍ ظفر بأجمل حبة في العقد .
(3) وإذا كان الموت قد اختطفه وأخفاه فأصبحت زيارته بعيدة ؛ لأنه في العالم الآخر على الرغم من قرب مثواه (قبره) مني ، فذكراه لا تغيب عني على الرغم من بعد جسده
(4) وهكذا نفذ فيه الموت تهديده باختطافه حينما انقضّ عليه المرض وافترسه ، وضاعت الآمال والأحلام الجميلة بشفاء الصغير .
س2 : مَنِ المخَاطبَان في مطلع قصيدته ؟ وعلامَ يدل هذا الخطاب ؟
جـ : المُخاطبان : العينان ، ويدل ذلك على أهمية الدمع في إطفاء نار الحزن ، فاللوعة تشتد عندما تجمد وتتحجر العين ولا تدمع .
س3 : ما الذي يقصده الشاعر بالقرب هنا وبالبعد ؟
جـ : يقصد بالقرب : قرب المكان (القبر) .
ويريد بالبعد : بُعْد اللقاء (فالابن في العالم الآخر).
س4 : ما التهديد الذي نفذه الموت ؟ وما أثره على الشاعر ؟
جـ : التهديد هو : خطف الابن من هذه الحياة والقضاء عليه قضاءً نهائياً .
- وأثر ذلك على الشاعر : اختفت أحلامه بشفاء ابنه الفقيد - وتضاعفت أحزانه بعد أن اختفت البسمة من حياته .
س5 :  تصور الأبيات حسرة الشاعر لفراق ولده ، وقسوة الموت الذي اختار أحب أبنائه . وضح ذلك .  
(سؤال امتحان الدور الأول 99)
 جـ : الأبيات تدل على حسرة الشاعر فهو يخاطب عينيه ويدعوهما أن يكثرا البكاء ، وإن كان ذلك لا يجدي عزاء ولا يرد ميتاً ، وينوه الشاعر بمكانة ولده عنده فهو مصدر الفرح والسعادة لقد اختاره الموت فأخفاه في ظلمات القبر حيث صار مزاره قريباً ولكن رؤيته بعيدة .  (إجابة نموذج التصحيح)
س6 :  كيف تحدث الشاعر عن فقد أحب أولاده إليه ؟
 (سؤال امتحان الدور الثاني 2004)
 جـ : تحدث الشاعر عن فقد أحب أولاده إليه فجعله نظيراً لعينيه ، وأنه كالجوهرة التي توضع وسط العقد وبفقدها يفقد العقد كل جماله ، ويعبر عن أثر فقده عليه بافتقاده لشهوة الحياة وعجزه عن الفرح والسعادة ، بعد أن اختار الموت أحب أولاده إليه ، ولذلك فهو يطلب من عينيه أن يجودا بالدمع لعل ذلك يريحه بعض الشيء .
 (إجابة نموذج التصحيح)
س7 : علل : جعل الشاعر الابن الفقيد مرة كعينه ومرة كالجوهرة .
 جـ : جعل الشاعر الابن الفقيد مرة كعينه ومرة كالجوهرة ؛ وذلك ليبين - لنا - أسباب حزنه الشديد الصادق الذي لا يمكن أن ينتهي فالفاجعة - بفقد الابن - مهولة  .
التذوق :
س1 : ما أثر العاطفة في التعبير؟
جـ : الأبيات كلها تعبر عن حزن ولوعة أب تمزق قلبه وانفطر لفقده ابنه فجاءت ألفاظه وعباراته معبرة أصدق تعبير عن هذه العاطفة ، فالتعبير بـ (لا يجدي) صرخة تعبر عن هول الفاجعة وفقدان الأمل في الصبر ، والتعبير بـ(جودا) كذلك لأن الدمع تحجر في عينيه من شدة الحزن ، و(توخي - اختار) تعكسان شدة الحزن والألم الذي يعانيه ، وصرخة التحسر في (فلله!) وفي (كيف اختار واسطة العقد) وفي (طواه الردى) التي توحي بقسوة الموت ، والمقابلة في البيت الثالث إلى غير ذلك ومن التنويع في الأسلوب بين الخبر والإنشاء لإثارة المشاعر .
الألفاظ :
(بكاؤكما) : توحي بشدة الحزن والأسى .
(لا يجدي) : دليل على شدة الكارثة ، مما يدل على انعدام الأمل في الصبر.
  (تَوَخَّى) : تدل على اختيار الموت المتعمد لأفضل أبنائه .
(الآمال) جمع يوحي بكثرة آمال الشاعر في ابنه .
(أخلفتْ) : توحي بالتنكُّر للوعد ، وغدر الأيام .
  (المنايَا) جمع يوحي بهول الفاجعة ، فهي ليست منية واحدة بل مجموعة منايا .
الأساليب :
معظمها خبرية لتقرير اللوعة والحزن والأسى .
(جودَا) : أسلوب إنشائي/ أمر ، غرضه : التمني والالتماس .
(فلله) : أسلوب إنشائي / تعجب ، غرضه : التحسر .
  (كيفَ اختارَ واسطةَ العقِد ؟) : أسلوب إنشائي / استفهام للتعجب والتحسر .
  (لقد أنجزتْ فيهِ المنايا وعيدَها) : أسلوب مؤكد بوسيلتين هما (اللام - وقد) .
المحسنات البديعية :
البيت الأول بين شطريه موسيقى مصدرها التصريع بين (يجدي - عندي) .
(وسط - واسطة) : جناس ناقص له تأثير موسيقي .
  (بعيدا على قرب - وقريبا عَلى بعد) : مقابلة توضح المعاني بالتضاد وتوحي بالحسرة.
(بعيدا على قرب - وقريبا عَلى بعد) : بينهما حسن تقسيم .
( أنْجزتْ فيهِ المنايا وعيدَها - وأخلفتِ الآمالُ ما كان مِن وعْدِ) : مقابلة توضح المعاني بالتضاد .
(وعيدَها - وعد) : جناس ناقص له تأثير موسيقي .
  الصور الخيالية :
  (بكاؤكما) : استعارة مكنية ، فقد شبَّه عينيه بشخصَين يخاطبهما وسر جمالها التشخيص .
  (يشفي) :  كناية عن الراحة مع الدموع ؛ لأنَّها تُطفئ نار الحزن ؛ ولذلك تشتد اللوعة عندما تتحجر العين ولا تدمع .
(بكاؤكما يشفي : (استعارة مكنية ، للبكاء بالدواء الشافي للألم والحزن .
(جودَا) : استعارة مكنية ، حيث تخيل عينيه شخصين ، ووجه لهما الأمر وهي امتداد للصورة السابقة .
  (أودَى نظيرُكُما عندي) : تشبيه ابنه في منزلته عنده بعينيه ، وهو تشبيه يوحي بشدة الحب .
(توخَّى حمامُ الموتِ أوسطَ صبيتي) : استعارة مكنية ، تُصور الموت إنسانًا شريراً يختار ضحاياه ، وتوحي بقسوة الموت .
(واسطة العقدِ) : استعارة تصريحية ، فقد شبه ابنه الأوسط بالجوهرة الثمينة التي تتوسط العِقد ، وحذف المشبه وصرح بالمشبه به ، وسر جمالها توضيح الفكرة ، وتوحي بمكانته بين إخوته .
 (طواه الردَى عنّي): استعارة مكنية ، فقد شبه الردى بإنسان يطوي ، وهي توحي بقسوة الموت ، وتدل على موت الابن واختفائه في قبره
(لقد أنجزتْ فيهِ المنايا وعيدَها) : استعارة مكنية ، تصور المنايا شخصًا ينفذ التهديد ، وحذف المشبه به ودل عليه بشيء من صفاته هو (أنجزتْ - وعيدَها) وسر جمالها التشخيص ، وتوحي بغيظ الشاعر من المنايا  وكرهه الشديد لها .
لمنايا أخلفت الآمالُ) : استعارة مكنية ، أُخرى للآمال فيها تشخيص لها بإنسان يخلف الوعد ، وهي توحي باليأس .

الأبيات:" المرض يفترس الابن ، والحزن يستبد بالأب "
5 - ألح  عليه النزف حتى أحـاله
                    إلى صفرة الجادي عن حمرة الورد
6 - فيا لك من  نفس تساقط أنفسا
                تساقط در من نظام بلا عقــــد
7 - ألام لما أبدي عليك من الأسى
                وإني لأخفي منك أضـعاف ما أبدي

اللغويات:
(5) ألحَّ : استمر ودام × توقف - النزْفُ : سيل الدم وخروجه بغزارة - أحالَه : حوله وغيَّره × أثبته - الجادىّ : الزعفران وهو نبات له زهر يميل للون الأصفر .
(6) يالكِ : أسلوب تعجب للحسرة - نفْس : رُوح ج نفوس ، أنفس - تساقَط : تتساقَط (فعل مضارع) وحُذفتِ التاء الأولى تخفيفاً - درّ : لُؤلؤ - نِظام : خيط توضع فيه حبات اللؤلؤ - عَقْد : عقدة تمنعه من الانفراط
(7) أُلامُ : أُعاتَب × أعذر - أُبدي : أُظهر × أخفي - الأسَى : الحزن - أضْعاف : أمثال م ضِعْف .
الشرح :
(5) يتحدث الشاعر في وصف دقيق عن ابنه قبيل أن يفترسه الموت ، ويستحضر صورته وهو ينازع (يصارع) الموت فيقول : لقد انقض عليه الموت بوحشيته ؛ ليفترسه وينقله سريعاً إلى اللحد (القبر) ، فاستمر النزيف يعاوده مرة بعد مرة حتى غيّره من نضارة الورد وحمرته إلى ذبول الزعفران وصفرته 
(6) ثم يتعجب الشاعر من الموت القاسي الذي أحكم قبضته على ابنه ، وجعل نفْس الابن قبل موته تتجزأ إلى أكثر من نفس تتساقط الواحدة بعد الأخرى جزءًا جزءًا ، وكأنها عقد ثمين تتساقط حباته حبة أثر حبة 
(7) ثم يقول الشاعر مخاطباً ابنه : إنني أحاول إظهار التماسك وإخفاء نيران الحسرة المتأججة عليك ، ولكني لا أستطيع ، فيعاتبني الناس على ما أظهرته من الحزن عليك ، وفي نفسي بحور من الأحزان لا ضفاف لها لم أظهرها لهم ، أخفي في قلبي أضعافها (إن الخفيّ أضعاف الجليّ). 
س1 : استخدم الشاعر اللون في تصوير فكرته في البيت الخامس استخداماً دقيقاً . وضح .
 (سؤال امتحان الدور الثاني 97)
 جـ : كان استخداماً دقيقاً حيث ظل ابنه ينزف حتى تحول لونه الوردي دليل الحيوية والنشاط إلى لون أصفر خال من النضارة وفوران الحياة ، وهكذا صور الموت عندما يأتي يتغير لون الإنسان .
(إجابة نموذج التصحيح)
س 2: أكمل : صارع الابن ..................... فخرجت ..................... شيئاً فشيئاً في معاناة وألم شديدين .
س 3: ما الدوافع التي جعلت الشاعر يحاول جاهداً إخفاء آلامه وأحزانه ؟
جـ : الدوافع : عتاب الناس الشديد لعدم تصبّره على فقد ابنه .
س4 : تكشف الأبيات عن مشاعر الأب في تصويره موت ابنه ، وفى وصف حزنه عليه . وضح ذلك .
 (سؤال امتحان الدور الثاني  2002)
 جـ : صور الأب موت ابنه ، بأن المرض قد اشتد عليه ، فأخذ دمه ينزف باستمرار ، حتى تحول لون وجهه من الحمرة إلى الصفرة ، وتعجب في حسرة من انهياره أمام المرض ، وموته شيئاً فشيئاً ، وتساقط نفسه كما تتساقط حبات العقد .
- ووصف حزنه عليه بأنه يحاول التصبر والتحمل ، لكن الناس يعاتبونه على ما يظهر من حزنه ؛ مع أنه يخفي في نفسه أضعافه ، وأنه لا شيء يمكن أن يخفف حزنه ، حتى إن ما يظنه الناس عزاء له يزيد قلبه حزناً .
 
 (إجابة نموذج التصحيح)
س5 :   بمَ وصف الشاعر احتضار ابنه ، واختطاف الموت له ؟ (سؤال امتحان الدور الأول  2008)
 جـ : وصف الشاعر احتضار ابنه ، واختطاف الموت له في الأبيات بما يلي
     1 - حققت المنايا نهاية حياة ابنه ، ولم تتحقق الآمال في شفائه . 
        (البيت الرابع) .
     2 - طال على ابنه النزف حتى غيره من نضارة الوجه إلى الشحوب     
            (البيت الخامس) .
     3 - صارع الابن الموت فتخرج روحه شيئاً فشيئاً في معاناة وألم شديدين .      (البيت السادس) .
(إجابة نموذج التصحيح)
التذوق :
الألفاظ :
(ألحَّ عليه النزفُ) : تعبير يدل على شدة المرض وقسوته .
(صفرة) : توحي بقرب غروب شمس حياة الابن .
(تساقط أنفساً) : توحي بشدة التمزق والمعاناة النفسية الهائلة .
(أُلامُ) : فعل مبنى للمجهول للدلالة على كثرة اللائمين وعدم اهتمامه بهم .
الأساليب :
(ألح عليه النزف) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور (عليه) على الفاعل (النزف) ؛ ليفيد التأكيد والتخصيص .
(فيالك) : أسلوب إنشائي / للتعجب والتحسر
(إنيِ لأُخفِي (: أسلوب مؤكد بوسيلتين هما (إن - واللام) .
(وإنِّي لأُخفي منكَ أضعافَ ما أُبدي ...) : إيجاز بحذف المفعول به ؛ لإفادة العموم وللمحافظة على القافية [ حرف الدال المكسور] وأصلها (أبديه عليك من الحزنِ) .
المحسنات البديعية :
(ألح - أحال) : جناس ناقص له تأثير موسيقي .
(أُخفِي - وأُبدِي) : محسن بديعي / طباق يوضح المعنى بالتضاد .
س1 : غير الشاعر طريقة أسلوبه من صيغة الغائب في (طَواهُ - مزارُه - فيهِ) في البيت الثالث والرابع إلى المخاطب في (عليك) في البيت السابع . فبماذا يسمى ذلك ؟ ولماذا استخدمه الشاعر ؟
جـ : التغيير في الغائب " طَواهُ - مزارُه - فيهِ" إلى المخاطب " عليك " يسمى بـ [الالتفات] ، وغرضه تحريك الذهن ، وقد استخدمه الشاعر لاستحضار صورة ابنه  وبيان عدم نسيانه له أو عدم تصديقه لموته .
الصور الخيالية :
(أحاله إلىِ صُفرةِ الجادي عن حُمرةِ الورِد) تشبيهانِ للابن قبل مرضه بالورد في نضارته وحمرته ، وبعد المرض بالجادي في في ذبوله وصفرته ، وسر جمالهما التوضيح ويوحيان بقسوة المرض .
(نفس تساقَطُ أنفساً تساقُطَ درٍّ من نظام بلا عقد) : تشبيه تمثيلي لنفس الابن التي فارقت جسده على مراحل ، بالعقد الذي انفرط خيطه ، فتساقطت حباته حبة بعد أخرى ، وسر جماله التجسيم والتوضيح ، وتوحي بقسوة المرض وشدة معاناة الابن قبيل وفاته وحزن الأب وهلعه الشديد وتفجعه .
   
 الأبيات :" مناجاة الشاعر لابنه ، واستحالة العزاء عنه"
        8 - محمد ما  شيء توهم ســلوة  
                 لقلبي إلا زاد قلبي من الوجـــد
        9 - أرى أخـويْكَ البـاقيين  كليهما
                 يكونانِ للأحـزانِ أورَى من الزنْدِ
       10- إذا لَعـِبا في ملعبٍ لكَ لذَّعــا
                فؤادِي بمثلِ النارِ من غيرِ ما قصْدِ
       11- وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دارِ وحْشةٍ
                فإني بدارِ الأنسِ  في وحْشةِ الفرْدِ
اللغويات :
(8) مُحمَّد: ابنه يناديه - تُوهِّم : ظُنَّ - سَلْوة : عزاء ، صبر × الجزع - الوْجدُ : شدة الحزن واللوعة × سرور . 
(9) أورَى: أكثر اشتعالاً × أخمد - الزَّندُ: حديدة تضرب بحجر صلب فتنقدح النار ج زِناد ، أَزْنُد ، أَزْناد .
(10) لذَّعا : أوجعا , أحرقا - فؤادي : قلبي ج أفئدة - قصد : تعمُّد ، تدبير × صدفة .
(11) أُفردتَ : تركت وحيدا في قبرك - دارُ وحْشةٍ : أرض خالية موحشة والمراد : القبر - دارُ الأُنْسِ : أي الدنيا التي يأنس بها الناس - الفرد : الوحيد .
الشرح : (العاطفة الأبوية تأبى العزاء أيا كان)
(8) ثم يتحدث الشاعر إلى ابنه قائلاً : ليس هناك شيء يا محمد يخفف حزني عليك فما يتوهمه الناس - خطأ - من أنه يخفف من حزني عليك لا يزيدني إلا ألماً وحزناً على فقدك .
(9) فكلما شاهدت أخويك الباقيين تذكرتك فتشتعل نار الأحزان والحسرة في نفسي .
(10) وإذا لعب أخواك في مكان كنت تلعب فيه أحرقا فؤادي بنار اللوعة دون قصد منهما ؛ لأنهما يذكراني بك .
(11) وإنك يا محمد إن كنت تشعر بالوحشة في قبرك الموحش فأنا أشعر بالوحشة وأنا في الدنيا بين الناس ، فلقد أصبحت الدنيا بالنسبة لي قبراً كبيراً
س1:يربط الشاعر بين ابنه الفقيد وبين أخويه الحبيبين . فما العلاقة ؟
جـ : العلاقة بينهم حبه لكل منهم فلعب الأخوين الباقيين في ملعبه يذكره به ويحرك الذكرى المؤلمة بفقده فهما يزيدان من أحزانه .
س2 : ساوي الشاعر بينه وبين ابنه الفقيد . وضح ، ثم عين البيت المعبر عن ذلك .
جـ : بالفعل فإذا كان الابن وحيداً في قبره يشعر بالوحشة ، فشاعرنا في هذه الدنيا المليئة بالبشر يشعر أيضا بالوحشة والوحدة فكلاهما وحيد .
البيت :   [ وأنتَ وإنْ أُفردتَ في دارِ وحْشةٍ 
                                   فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفرْدِ]
التذوق :
  الألفاظ :
  (تُوُهِّم) : الفعل يدل على خطأ هذا الوهم ، وبناؤه للمجهول يدل على عدم اهتمامه بهؤلاء الواهمين .
(لذَّعَا) : تشديد (لذَّعَا) يدل على كثرة الآلام وقسوة المعاناة .
الأساليب :
  (محمد) : أسلوب إنشائي / نداء غرضه : التحسر وفيه إحساس بعدم تصديق الأب لفقد الابن وكأنه لا يعترف بموته ، وحذفت أداته للدلالة على قربه من نفسه .
(ما شيءٌ توهمَ سلوةً .. إلا زادَ قلبي من الوجد) : أسلوب قصر وسيلته النفي (ما) والاستثناء (إلا) وهو يفيد التوكيد وتخصيص الحكم
    (أرى أخويْكَ الباقيَينِ كِليْهما) : أسلوب خبري يفيد التجدد باستخدام المضارع (أرى) وفيه توكيد معنوي بـ(كليهما) ؛ ليدل على أنهما معاً لا يكفيان للعزاء بل يزيدان في إشعال نيران الحزن .
  من وسائل التوكيد (فإني بدارِ الأنسِ في وحْشةِ الفـرْدِ) ففي البيت مساواة بين الأب الحي والابن الميت في الشعور بالوحشة والانفراد ، ولكن مع الفارق
المحسنات البديعية :
(أرى - أورى) : جناس ناقص له تأثير موسيقي .
  (وحشة - الأنس) : طباق يبرز المعنى ويوضحه بالتضاد.
الصور الخيالية :
  (يكونان للأحزانِ أورَى من الزنْدِ) : تشبيه لهما في إثارة الأحزان بالزند في إشعال النار ، وسر جماله التوضيح والإيحاء بشدة الحزن والألم .
  (لذَعَا فؤادي بمثِل النِار) : تشبيه للحزن الذي يؤلم فؤاده ويحرقه بالنار  وسر جماله التجسيم ، ويوحي بشدة الحزن .
  (دار وحْشَةٍ) : كناية عن القبر .
  (دار الأنسِ) : كناية عن الدنيا والحياة .
    
 التعليق :
س1 : ما المقصود بالرثاء ؟ وما أنواعه ؟ وما أشهر شعرائه ؟
جـ : الرثاء : هو ذكر محاسن المتوفى وتعديدها ، وهو من الأغراض الشعرية القديمة التي تتميز بصدق العاطفة ورقة الإحساس والبعد عن التهويل الكاذب ، كما يتجلى فيه التحلي بروح الصبر والجَلَد
- أنواعه : رثاء ذاتي - رثاء قبلي - رثاء قومي .
- أشهر شعرائه : الخنساء في رثاء أخيها صخر .
س2 : من أي أنواع الرثاء هذه القصيدة ؟
جـ : القصيدة من الرثاء الذاتي ؛ لأن الشاعر يرثي فيها ابنه ، ويصور التجربة المريرة التي مر بها وعانى ويلاتها .
س3 : تحققت في النص الموسيقى بنوعيها الظاهرة والخفية . وضح .
جـ : بالفعل تحققت فالموسيقى الظاهرة تتمثل في وحدة الوزن ، ووحدة القافية وبعض المحسنات المتمثلة في التصريع في مطلع القصيدة - الجناس الناقص في الأبيات الثاني والرابع والخامس والتاسع - حسن التقسيم في البيت الثالث .
- أما الموسيقى الخفية فنابعة من عمق فكرته - صدق عاطفته - حسن اختياره لألفاظه - روعة صوره وأخيلته .
 س4 : ما الأساليب التي استخدمها الشاعر ؟ أو تنوعت الأساليب بين الخبر والإنشاء . وضح .
جـ : الأساليب التي استخدمها الشاعر جاءت معظمها خبرية ؛ لتقرير حالته ووصف ما به من حزن عميق لفقد الابن ، والإنشائية ؛ لإبعاد جو الملل عن النفس ، ولجعل القارئين لهذه القصيدة يشاركونه أحزانه
س5 : ما أبرز الخصائص الفنية لأسلوب ابن الرومي ؟
جـ : أبرز الخصائص الفنية لأسلوب ابن الرومي :
(1) - سهولة الألفاظ وإحكام الصياغة وعدم التكلف في المحسنات .
(2) - وضوح الأفكار وترابط المعاني .
(3) - روعة التصوير ودقة الوصف .      
(4) - القدرة على الإيحاء والتأثير .
(5) - التنوع بين الخبر والإنشاء .
(6) - نوّع الشاعر في قصيدته بين الأسلوب العاطفي للتفجع (التألُّم والتوجُّع) على ابنه وأسلوب الوصف لتأكيد هذا التفجع من خلال بعض الصفات التي يصف بها ابنه ، ويصور موته وأحزان الأب عليه التي لا تنتهي .

امتحانات

الدور الثاني 2002 م
ألح  عليه النزف حتى أحـاله  
                   إلى صفرة الجادي عن حمرة الورد
فيا لك من  نفس تساقط أنفسا
 
                   تساقط در من نظام بلا عقــــد
ألام لما أبدي عليك من الأسى
 
                   وإني لأخفي منك أضـعاف ما أبدي
محمد ما  شيء توهم سـلوة
 
                   لقلبي إلا زاد قلبي  من الوجـــد
(أ) - ضع مرادف "
توهم " ، ومضاد " الوجد " في جملتين من عندك  
(ب) - تكشف الأبيات عن مشاعر الأب في تصويره موت ابنه ، وفى وصف حزنه عليه . وضح ذلك .
(جـ) - بين ما يلي :
    - إيحاء كلمة (ألح) .
    - دلالة بناء الفعل (
ألام) للمجهول .

(د) - وضح الصورة ، وقيمتها الفنية في البيت الثاني .

الدور الثاني 2004 م
- بُكاؤكما يُشْفِي وَ إنْ كانَ لا يُجدِي  
                 فَجُودا ، فقدْ أوْدَى نظيرُكما عندي
- توَخَّى حِمامُ المَوتِ أوْسطَ صِبيَتَي
                  فللهِ كيف اختارَ واسِطةَ  العِقْدِ ؟!!
- طَواهُ الردَى عنِّى فأضْحَى مزارُه 
                  بعيداً على قُرْبٍ قريباً على بُعْدِ !!
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها :
    - مرادف "
يشفي " : (يبيح - يطيح - يريح) .
    - مقابل "
يجدي " : (يغر - يضر - يجر) .
(ب) - كيف تحدث الشاعر عن فقد أحب أولاده إليه ؟
(جـ) - استخرج من الأبيات استعارة تصريحية ، وبين أثرها في المعنى .
(د) - لشعر ابن الرومي خصائص فنية ظهرت في هذا النص . اكتب أربعاً منها .
الدور الأول 2008 م
لقدْ أنْجـَزتْ فيهِ المنايا وعيدَها
                     وأخْـلَفتِ الآمالُ ما كان مِن وعْدِ
ألح عليه النزف حتى أحــاله  
                    إلى صفرة الجادي عن حمرة الورد
فيا لك من نفس تساقط أنفسـا
                    تساقط در من نظام بلا عقــــد
(أ) - في ضوء فهمك معاني الكلمات في سياقها بالأبيات ضع :
        مرادف "
ألح " ، ومضاد " أحال" في جملتين مفيدتين .
(ب) – بمَ وصف الشاعر احتضار ابنه ، واختطاف الموت له ؟
(جـ) – استخرج من البيت الثالث صورة بيانية ، وبيّن نوعها ، وأثرها في المعنى .
(د) – اكتب مما حفظت من النص ما يدل على المعنى التالي :
        (
انتقى الموت خير الأبناء ، وأحبهم إلى الشاعر ، وأخفاه فلا يستطيع   لقاءه مع قربه منه ).